يثير عبد الفتاح السيسي جدلاً واسعًا بشأن توجهاته في إدارة شؤون البلاد، حيث يلاحظ مراقبون حرصه الشديد على التقرب من القوات المسلحة والشرطة، في مقابل تهميش واضح لمشاركة الشعب في المناسبات الوطنية والدينية. وتتصاعد الانتقادات مع استمرار الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، مما يطرح تساؤلات حول دلالات هذا النهج وانعكاساته على الشارع المصري.

السيسي بين العسكر والشعب
عبر العديد من المصريين عن غضبهم من تجاهل السيسي المتكرر لحضور الفعاليات الجماهيرية، في حين يحرص على إقامة إفطارات رمضانية مع الجيش والشرطة كل عام. هذا الوضع، وفقًا لمعارضين، يعكس عدم ثقة السيسي في الشعب، مما يزيد من حالة الاحتقان بين المدنيين والمؤسسة الأمنية. الصحفي جمال سلطان لفت الانتباه إلى أن "السيسي في اجتماع كل شهر إما مع الجيش أو الشرطة"، معتبرًا أن هؤلاء هم "أهله وعشيرته ومصدر سلطته الوحيدة".

https://www.facebook.com/alfanar.alfanar.1/posts/1153554389798844?ref=embed_post

في ذات السياق، أشار الكاتب قطب العربي إلى أن "السيسي يحرص على إطلاق رسائل الطمأنة من خلال لقاءاته المتكررة مع الأكاديميات العسكرية"، معتبرًا أن "اتكاءه على المؤسسة العسكرية بدلاً من الشعب هو مؤشر على قلقه من غضب الشارع".

تصاعد المواجهات بين المدنيين والشرطة
شهدت مصر خلال الأسابيع الماضية سلسلة من الحوادث التي تعكس توترًا بين المواطنين ورجال الأمن، من بينها واقعة "ضابط قنا" الذي اشتبك مع أصحاب محل تجاري بسبب خلاف على الأسعار، مما أدى إلى حبس أصحاب المحل وفقًا لرواية وزارة الداخلية، بينما يؤكد الأهالي أن الضابط حاول تحطيم كاميرات المراقبة بسبب رفضهم منحه بضائع دون مقابل.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=122138472404581145&id=61567434369752&ref=embed_post

كما انتشرت مقاطع فيديو لضابط متقاعد في "مدينة الفردوس" وهو يحطم سيارة ميكروباص إثر حادث تصادم مع سيارة زوجته، ما أثار سخطًا شعبيًا واسعًا.

أزمات اجتماعية وغضب شعبي متصاعد
في مشهد آخر يعكس الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، تحول إفطار رمضاني بمدينة الفيوم إلى فوضى، حيث عجز المنظمون عن توفير الطعام لآلاف المحتاجين. الحدث اعتبره البعض "إشارة مصغرة لثورة جياع محتملة"، خصوصًا مع ارتفاع نسبة الفقر إلى نحو 60%، وفق تقرير للبنك الدولي.

https://www.facebook.com/alitawfik/posts/10161441065574858?ref=embed_post

وعلّق الكاتب عمار علي حسن على الواقعة قائلًا: "من الفيوم جاءت الإشارة، فاعتبروا قبل فوات الأوان".

https://x.com/ammaralihassan/status/1901352463636242754

الوضع الاقتصادي والسياسي: مؤشرات انهيار
تواجه مصر وضعًا اقتصاديًا متأزمًا، حيث ارتفع الدين العام بنسبة 618% منذ تولي السيسي الحكم، وبلغ 12.5 تريليون جنيه بنهاية 2024. خبراء اقتصاديون حذروا من قرارات حكومية وشيكة برفع الدعم عن الوقود والكهرباء، مما سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية.

السيسي وتحذيراته من "الشائعات"
وسط تصاعد التوترات، خرج السيسي محذرًا من "تأليب الرأي العام ضد الشرطة"، مشيرًا إلى أن بعض الجهات "حاولت زعزعة الثقة بالمؤسسة الأمنية". لكن المعارضين يعتبرون أن هذه ليست شائعات، بل حقائق مرتبطة بتزايد معدلات الفساد وتورط الجيش والشرطة في أنشطة اقتصادية غير شفافة.

https://www.facebook.com/fawzy.elashmawy/posts/9219688264746454?ref=embed_post

هل اقتربت لحظة الانفجار؟
يرى مراقبون أن تزايد حدة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مقترنة بسلوك السيسي في الاعتماد المطلق على الجيش والشرطة، قد تؤدي إلى انفجار شعبي غير متوقع التوقيت.

الكاتب أحمد حسن بكر يرى أن "السيسي يدير ظهره للشعب منذ اليوم الأول، ويخاطبه عبر ندوات الجيش، وكأنه يخشى مواجهته". ويؤكد أن "السيسي لن يجد الحماية الكاملة من الجيش والشرطة عندما ينفجر الغضب الشعبي، لأنهما سيبحثان عن النجاة بأنفسهما".