وسط الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها  عبدالفتاح السيسي هو وعصابته من العسكر والموالين لهم بتحويل القصور التاريخية مثل قصر القبة الرئاسي والتاريخي وقصر عابدين والاتحادية والطاهرة بالقاهرة، ورأس التين والمتنزه بالإسكندرية وغيرهم، إلى متنزه ومقاهي ومكان لاستضافة الحفلات الغنائية والمؤتمرات العقارية والمعارض التسويقية من أجل المال، وهو ، ما أثار الجدل حول مدى إمكانية فتح تلك المناطق التاريخية أمام الاستخدام العام للجمهور كمطاعم وخيم رمضانية صاخبة.

وبعد إثارة الجدل بشأن إتاحة تنظيم حفلات الطعام العام الماضي في العديد من القصور التاريخية، أثير الجدل مجدداً في موسم رمضان الحالي حول الأمر نفسه في قصر عابدين ، والذي تداول رواد بمواقع التواصل لقطات فيديو لحفل إفطار داخل إحدى القاعات الملكية الرئيسية بقصر عابدين، وسط تساؤلات حول جدوى الأمر، ومدى خطورته على أثرية المكان.
ويفتح المطعم المقام داخل قصر عابدين الحجز مسبقاً أمام الجمهور إلكترونياً، ويقدم وجبات رمضانية مرفقة بحفلات عزف وغناء، ويحدد المطعم أسعاراً مرتفعة نسبياً للإفطار تصل لـ20000، تشمل وجبة رئيسية ومقبلات ومشروبات وحلوى، ويفرض هذا السعر المرتفع شريحة اقتصادية واجتماعية مرتفعة لرواد هذا المطعم المقام داخل جدران قصر أثري وفق متابعين.

 

القصور التاريخية في مرتبة المتاحف

   ويرى الدكتور محمد عبد المقصود، أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق أن القصور الملكية يجب أن تظل تُعامل معاملة المتاحف، مضيفا: «القصور الملكية في كل مكان في العالم هي أماكن أثرية ومتحفية، يكون التعامل معها بحرص شديد، وليس فتحها أمام الجمهور كمطاعم وصالات أفراح، يمكن فهم أن تُعقد داخلها مناسبات وفعاليات ثقافية، لكن فتحها أمام الاستهلاك الجماهيري لا يقلل فقط من قيمتها الأثرية، ولكن كذلك يعرضها لحوادث أو قد يُعرض المحتويات بداخلها للإتلاف، وهذا من الأمور التي من الصعب السيطرة عليها مع استضافة حفلات طعام وخيّم رمضانية ومناسبات اجتماعية داخلها».

 ويعد قصر عابدين من أكثر القصور التاريخية فخامة في مصر، حيث شيد خلال حكم أسرة محمد علي باشا، وإلى جانب قيمته الأثرية والمتحفية له كذلك مكانة تاريخية، حيث شهد الكثير من الأحداث البارزة التي شهدتها مصر منذ العصر الملكي، وحتى قيام ثورة يوليو 1952.

كما يعد قصر القبة من أبرز القصور الملكية في عهد أسرة محمد علي باشا، وأكبرها من حيث المساحة، وشهد أشهر زيجات الأسرة الملكية، وهو زواج الملك فاروق من الملكة فريدة في يناير عام 1938.
وشهد قصر عابدين حفل عرض أزياء للسيدات منذ أشهر، حيث اصطف الجمهور في إحدى ردهاته على الجانبين، لتمر العارضات من بينهن مستفيدات من أجوائه ونقوشه الفريدة، كما احتضن قصر عابدين التاريخي حفلات غنائية في موسم عيد الأضحى عام 2020، حيث قدم المطرب الشاب محمد عدوية، حفلاً غنائياً افتراضياً بصحبة والده المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية، بسبب جائحة «كورونا».

وقصر عابدين الذي يُعدّ من أهم القصور الملكية في مصر يشهد جدلاً مشابهاً في الفترة الأخيرة عندما أقيمت في الحديقة الممتدة أمامه مجموعة من الكافيهات والمطاعم وحديقة لألعاب الأطفال. 

وتشهد هذه المنطقة هي الأخرى حالياً بعض الفعاليات الرمضانية، ما دفع البعض إلى انتقاد الفكرة في الإطار ذاته، باعتبار أنه ينبغي الحفاظ على قيمة هذه الأماكن.

.