يواصل الجيش السوداني تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة في العاصمة الخرطوم، حيث نجح في إحكام الحصار على قوات "الدعم السريع" داخل القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط المدينة، وذلك في إطار عملية عسكرية متسارعة تهدف لاستعادة السيطرة الكاملة على العاصمة والمناطق الاستراتيجية الأخرى في البلاد.
 

الجيش يضيق الخناق على "الدعم السريع" وسط الخرطوم
   أعلن الجيش السوداني، أمس الأحد عن بسط نفوذه على مواقع رئيسية وسط الخرطوم، مشيرًا إلى نجاح قواته في دحر "الدعم السريع" من عدة محاور مهمة.
وقال بيان صادر عن الجيش: "إن قوات سلاح المدرعات تمكنت من استعادة السيطرة على نادي الأسرة في حي الخرطوم 3، وجسر المسلمية، وأبراج النيلين، إضافة إلى موقف شروني، أحد أكبر محطات المواصلات في العاصمة".

وأكد المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، أن قواته تحرز تقدمًا كبيرًا في العمليات العسكرية داخل الخرطوم، موضحًا أن الجيش يعتمد على تكتيكات محكمة لإضعاف "الدعم السريع" الذي لا يزال يتحصن في بعض المباني الحكومية، وعلى رأسها القصر الرئاسي.

ونشر الجيش مقاطع فيديو عبر منصاته الرسمية، تُظهر وحداته وهي تنصب كمينًا لعناصر من "الدعم السريع" أثناء محاولتهم الفرار من وسط المدينة، مشيرًا إلى أن جميع الفارين تم تحييدهم.
 

اقتراب الجيش من القصر الرئاسي
   مع سيطرة الجيش على مواقع مثل موقف شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية، باتت قواته على بُعد 1.4 كيلومتر فقط من القصر الرئاسي.
كما أحرز الجيش تقدمًا نحو القيادة العامة للقوات المسلحة من الجهة الغربية، حيث لم يعد يفصله عنها سوى كيلومتر واحد.

وكان الجيش قد نجح خلال الأيام الماضية في السيطرة على محطة جاكسون الاستراتيجية، وجسر الحرية عند المدخل الجنوبي الغربي لوسط الخرطوم، مما عزز قبضته على المدينة.
 

الموقف العسكري في الخرطوم والولايات
   وفقًا لتقارير عسكرية، يسيطر الجيش السوداني بالكامل على مدينة بحري شمالًا، ومعظم مدينة أم درمان غربًا، ونحو 75% من مساحة الخرطوم، بينما تظل قوات "الدعم السريع" في جيوب محدودة شرق المدينة وجنوبها.

وفي تطور آخر، تمكن الجيش من تحقيق تقدم عسكري في ولاية سنار جنوب شرق البلاد، حيث أعلن، الأحد، عن استعادة منطقة "أبو عريف" بعد معارك شرسة مع "الدعم السريع"، وكبّد القوات المنسحبة خسائر كبيرة.

وأشار البيان العسكري إلى أن القوات السودانية تطارد فلول "الدعم السريع" في المناطق المجاورة، مؤكدة استمرار العمليات لاستعادة السيطرة الكاملة على الولاية. وتعد "أبو عريف" منطقة استراتيجية تقع في أقصى الجنوب الغربي لولاية سنار، وتحدها ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان.
 

تقلص نفوذ "الدعم السريع" مع استمرار العمليات العسكرية
   تشير المعطيات إلى أن المساحات الخاضعة لسيطرة "الدعم السريع" في تناقص مستمر، حيث خسر خلال الأسابيع الأخيرة مواقع مهمة في ولايات الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، شمال كردفان، سنار، والنيل الأزرق.

وكان الجيش قد استعاد عاصمة ولاية سنار، مدينة سنجة، في نوفمبر الماضي، وواصل منذ ذلك الحين التقدم في معظم مناطق الولاية، مما يعكس ضعف "الدعم السريع" في مواجهة العمليات العسكرية المستمرة.
 

تداعيات الحرب المستمرة منذ عام
   منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في أبريل 2023، خلّف الصراع خسائر بشرية فادحة، حيث وثقت الأمم المتحدة والسلطات المحلية مقتل أكثر من 20 ألف شخص، فيما قُدر عدد القتلى وفق دراسة لجامعات أميركية بنحو 130 ألفًا.

كما أدى النزاع إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ اضطر نحو 15 مليون سوداني للنزوح داخليًا أو اللجوء إلى دول الجوار، وسط تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات الأساسية.
 

الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=eafnZRlS7ho