كشفت تقارير صحفية عن مخطط أمريكي إسرائيلي يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى ثلاث دول إفريقية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع وتصاعد الأزمة الإنسانية فيه. وتأتي هذه التسريبات وسط رفض دولي وإقليمي واسع لأي محاولات تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها.
 

تفاصيل المخطط
   بحسب ما أفادت به وكالة "أسوشيتد برس"، فإن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أجروا اتصالات مع ثلاث دول تقع في شرق إفريقيا، وهي السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية، لمناقشة إمكانية استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة.

ورغم السرية التي تحيط بهذه المحادثات، إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أن هذه المبادرة تأتي ضمن خطط أمريكية إسرائيلية أوسع تهدف إلى إعادة رسم المشهد السكاني في غزة تحت ذرائع إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.
 

الرفض السوداني والموقف الصومالي الغامض
   في حين لم يتم الإعلان عن نتائج واضحة لهذه المناقشات، كشف مسؤولون سودانيون عن رفضهم القاطع لأي محاولات لاستغلال أراضيهم في إعادة توطين الفلسطينيين، مؤكدين أن السودان لن يكون طرفًا في أي مشروع يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير أهلها من أراضيهم.

أما الصومال ومنطقة أرض الصومال، فقد نفت قيادتهما علمها بمثل هذه المحادثات، الأمر الذي يثير التساؤلات حول مدى صحة المعلومات المتداولة أو ما إذا كانت هناك مفاوضات تتم في الخفاء.
 

إصرار أمريكي على التهجير رغم الإدانات الدولية
   تعد هذه التسريبات تأكيدًا جديدًا على المساعي الأمريكية الإسرائيلية المستمرة لتنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي سبق أن أثارت جدلًا واسعًا بسبب ما تحمله من تبعات قانونية وأخلاقية خطيرة.
إذ كانت هذه الخطة تهدف إلى تهجير نحو مليوني فلسطيني من غزة، في إطار ما وصفه ترامب سابقًا بتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إخلائه من سكانه.

ورغم تراجع ترامب مؤخرًا عن تصريحاته حول تهجير الفلسطينيين قسرًا، مشددًا على أن "لا أحد سيجبر سكان غزة على المغادرة"، إلا أن التحركات السرية والمناقشات التي جرت مع الدول الإفريقية تشير إلى أن هذه الفكرة لم يتم التخلي عنها بالكامل.