نجح فريق طبي مصري في إنقاذ حياة فتاة فلسطينية تدعى سارة (18 عامًا)، بعد أن تمكَّنوا من إزالة رصاصة استقرت في جمجمتها خلف عينها، إثر استهدافها بطلق ناري من طائرة مسيّرة إسرائيلية خلال العدوان على قطاع غزة.
العملية، التي وُصفت بـ"المعجزة"، جرت في أحد المراكز الطبية المتخصصة في القاهرة، وسط إشادة واسعة بمهارة الأطباء المصريين.
قصة الإصابة.. رحلة من الألم إلى الأمل
تعود قصة سارة إلى أكتوبر الماضي، عندما كانت ضمن النازحين في منطقة النصيرات بوسط قطاع غزة. فجأة، باغتتهم غارة إسرائيلية بطائرات مسيّرة، وأُصيبت الفتاة بطلق ناري اخترق جمجمتها واستقر خلف عينها.
الإصابة تسببت في كسر خطير بالجمجمة، وألحقت ضررًا بالعصب البصري، إلى جانب نزيف في شبكة العين، مما جعل وضعها الصحي بالغ الخطورة.
ورغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع تحت القصف والحصار، تمكّنت مؤسسة "فجر الخيرية" من تنظيم عملية إجلاء طبي عاجلة لسارة إلى مصر، في محاولة لإنقاذ حياتها، حيث نُقلت إلى أحد المستشفيات الكبرى بالقاهرة، لتبدأ هناك رحلة طبية معقدة كان نجاحها غير مضمون.
عملية جراحية دقيقة.. تحديات ونجاح مبهر
عند وصولها إلى المستشفى، خضعت سارة لسلسلة من الفحوصات الدقيقة، كشفت عن مدى تعقيد وضعها الصحي، حيث كانت الرصاصة مستقرة في منطقة شديدة الحساسية بين الجمجمة والعين.
وبعد دراسة دقيقة للحالة، قرر الفريق الطبي إجراء جراحة معقدة لإزالة الرصاصة، مع الحفاظ على وظائف العين والدماغ.
وأُجريت العملية تحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين في جراحة المخ والأعصاب وطب العيون، مستخدمين تقنيات متقدمة لضمان عدم حدوث أي مضاعفات أثناء استخراج الرصاصة.
واستمرت الجراحة لساعات طويلة، وسط حالة من الترقب، قبل أن يخرج الأطباء معلنين نجاح العملية، وسط فرحة كبيرة داخل المستشفى وعائلتها التي كانت تتابع حالتها عن كثب.
إشادة بالإنجاز المصري ومشاعر مختلطة
أحدثت هذه العملية ضجة واسعة في الأوساط الطبية والإنسانية، حيث أشاد كثيرون بالإنجاز المصري، مؤكدين أن ما حدث هو انتصار للعلم والإنسانية وسط مأساة الحرب.
ووصف الأطباء نجاح الجراحة بأنه "أشبه بالمعجزة"، نظرًا لتعقيد الحالة واحتمالية تسبب أي خطأ بسيط في فقدان سارة لعينيها أو حتى حياتها.
وقد تداول ناشطون صورًا تُظهر الرصاصة بعد استخراجها، إلى جانب صور الفتاة قبل الجراحة، مما زاد من التأثر بقصتها وأعاد تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء، الذين يُستهدفون بلا رحمة في غزة.
من جهتها، عبّرت مؤسسة "فجر الخيرية"، التي تكفّلت بنقل سارة، عن سعادتها البالغة بنجاح الجراحة، مؤكدة أنها ستواصل العمل على مساعدة المصابين الفلسطينيين، رغم كل الصعوبات.
مصير سارة.. ما بعد الجراحة
بعد نجاح العملية، تخضع سارة حاليًا لمرحلة التعافي تحت إشراف طبي دقيق، حيث يتم متابعة وظائف عينيها ومدى استعادة بصرها بشكل طبيعي.
وبينما لا تزال هناك حاجة لمتابعة علاجية وتأهيلية، فإن الأطباء يؤكدون أن حالتها تتحسن بشكل مطمئن.