شهدت واردات مصر من اللحوم الحية تراجعًا قياسيًا خلال العام الماضي، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 44% لتصل إلى نحو 40 مليون دولار فقط، مقارنةً بـ 72 مليون دولار في عام 2023.
ويعد هذا التراجع هو الأكبر تاريخيًا، حيث انخفض عدد رؤوس الماشية المستوردة إلى أقل من 100 ألف رأس، بعد أن كان 180 ألفًا في العام السابق.
 

الأسباب وراء انخفاض الواردات
   يُعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها ارتفاع تكاليف تربية الماشية محليًا، لا سيما الأعلاف، التي تجاوزت 23 ألف جنيه للطن في ذروة أزمة العملة الصعبة مطلع العام الماضي.
وتعتمد صناعة الأعلاف في مصر على مدخلات إنتاج مستوردة بالكامل تقريبًا، حيث تشكل نحو 70% من تكاليف الإنتاج، مما يزيد من الأعباء على المربين والمستوردين.

كما أن الأوضاع السياسية المضطربة في السودان، الذي يعد أكبر مورد للحوم الحية إلى مصر، لعبت دورًا كبيرًا في تراجع الواردات.
فبالرغم من تحرير أسعار الصرف في 2024، لم تتمكن السوق المصرية من استعادة معدلات الاستيراد الطبيعية، نظرًا لصعوبة الحصول على تعاقدات من بعض الأسواق الرئيسية.
 

تراجع قياسي مقارنةً بالأعوام السابقة
   لم يكن عام 2024 هو الوحيد الذي شهد تراجعًا في واردات الماشية الحية، إذ بدأت الانخفاضات منذ عام 2023، عندما تراجعت الواردات نتيجة أزمة العملة الصعبة.
لكن التراجع الحالي يمثل انخفاضًا بنسبة 85% مقارنةً بأعلى مستوى تاريخي سجلته مصر في عام 2021، عندما بلغت قيمة الواردات أكثر من 275 مليون دولار، ووصل عدد رؤوس الماشية المستوردة إلى نحو 300 ألف رأس.