توعّد الرئيس الأمريكي المثير للجدل دونالد ترامب سكان قطاع غزة بالموت إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الصهاينة المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشددًا على دعمه المطلق للاحتلال في حربها الدموية المستمرة ضد القطاع.
 

تهديد صارخ وتحذير نهائي
   عبر منصة "تروث سوشيال"، وجه ترامب تهديدًا صريحًا لحركة حماس وسكان قطاع غزة، حيث كتب قائلاً: "هذا هو التحذير الأخير لكم! بالنسبة للقيادة، حان الوقت لمغادرة غزة، إذ أنه لا تزال لديكم فرصة.
وأيضًا، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات!".

كما أكد ترامب أنه سيقدم للاحتلال الصهيوني كل ما يحتاجه لإنهاء المهمة، مما يضع مزيدًا من الضغوط على الفلسطينيين في ظل أوضاع إنسانية متدهورة جراء الحرب المستمرة.
https://truthsocial.com/@realDonaldTrump/posts/114112015891353323
 

ردود فعل فلسطينية غاضبة
   وجاء الرد الفلسطيني سريعًا على تهديدات ترامب، حيث علق رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، عبر منصة "إكس"، مؤكدًا أن "شعبنا أو مقاومته في غزة لم يكن أبدًا المشكلة، بل كانت المشكلة دائمًا الاحتلال، وما يحدث اليوم في الضفة الغربية والقدس خير دليل".

وأشار معروف إلى أن تصريحات ترامب تمنح رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو "الضوء الأخضر" للاستمرار في سياساته العدوانية بحق الفلسطينيين، مضيفًا أن "مثل هذه المواقف هي التي تمنح مجرم الحرب نتنياهو القوة والقدرة على الاستمرار في جرائمه طالما أنه يحظى بالدعم والتشجيع المطلق لارتكاب المزيد من الجرائم بحق 2.4 مليون إنسان".
https://x.com/salama1977/status/1897418337237213337
 

تجاهل للهدنة ومصير مجهول للاتفاقيات
   يأتي هذا التصعيد في وقت لم يشر فيه ترامب إلى اتفاق وقف إطلاق النار القائم، والذي ينفذ على مراحل، حيث أفرجت حماس في المرحلة الأولى عن 33 أسيرًا صهيونيا.
وتطالب الحركة الآن الوسطاء الدوليين بالضغط على الاحتلال الصهيوني لتنفيذ بنود الاتفاق كاملة، بما يشمل الانسحاب الصهيوني من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

لكن سلطات الاحتلال، مدعومة بالموقف الأمريكي، تواصل مماطلتها، حيث يسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الصهاينة دون تقديم أي تنازلات مقابلة أو تنفيذ الالتزامات العسكرية والإنسانية المنصوص عليها في الاتفاق.
 

حرب الإبادة مستمرة بدعم أمريكي
   منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025، شنت إسرائيل، بدعم أمريكي غير محدود، حربًا وصفت بأنها إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة، اتخذت سلطات الاحتلال الصهيوني إجراءات إضافية لمعاقبة غزة، حيث أغلقت جميع المعابر لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام سياسة التجويع كوسيلة ضغط على حماس، لإجبارها على الرضوخ للمطالب الصهيونية.

كما تلوّح سلطات الاحتلال بإجراءات تصعيدية أخرى، تشمل قطع المياه والكهرباء عن القطاع، وصولًا إلى استئناف الهجمات العسكرية الواسعة، ما ينذر بجولة جديدة من التصعيد والعنف في المنطقة، وسط عجز المجتمع الدولي عن كبح جماح العدوان الصهيوني المتواصل.