شهد جنوب لبنان تصعيدًا صهيونيًا خطيرًا عشية الموعد المحدد لانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني، المقرر غدًا الثلاثاء 18 فبراير، حيث كثّف الاحتلال من خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أثار مخاوف جدية حول نوايا تل أبيب بشأن تنفيذ التزاماتها الدولية.
وفي ظل هذه التطورات، استُهدف قيادي في حركة "حماس" بغارة صهيونية على كورنيش صيدا البحري، مما أدى إلى استشهاده، إلى جانب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية.
اغتيال قيادي في "حماس".. واستمرار الاعتداءات
استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية صباح اليوم سيارة في صيدا، مما أسفر عن استشهاد محمد شاهين، أحد كوادر حركة "حماس" في لبنان.
وأكد جيش الاحتلال في بيان رسمي أن شاهين كان مسؤولًا عن مديرية العمليات في "حماس" بلبنان، وزعم أنه كان يعمل على التخطيط لهجمات ضد الاحتلال الصهيوني بتمويل وتوجيه إيراني.
في سياق متصل، شهدت بلدة كفرشوبا خرقًا صهيونيًا آخر، حيث توغلت قوة صهيونية وسط البلدة عقب انتشار الجيش اللبناني فيها، قبل أن تلقي مسيّرة تابعة للاحتلال قنبلة على ساحة كفرشوبا، قرب إحدى المدارس، في تصعيد ميداني يُنذر بمواجهة جديدة.
عون: لا تراجع أمام الاحتلال الصهيوني.. والأمن خط أحمر
سياسيًا، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن الدولة اللبنانية لن تسمح بأي عبث أمني، وستتعامل بحزم مع أي خروقات صهيونية، مشددًا على أن الأمن الوطني "خط أحمر".
جاء ذلك خلال استقباله أعضاء اللجنة الخماسية الدولية، التي تضم سفراء فرنسا والسعودية والولايات المتحدة ومصر وقطر، حيث أبلغهم رفض لبنان لأي مماطلة من الاحتلال في تنفيذ الانسحاب الكامل وفق الجدول الزمني المحدد.
وأشار عون إلى أن الجيش اللبناني جاهز للانتشار في المناطق التي سينسحب منها الاحتلال، داعيًا الدول الراعية للاتفاق، وخصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا، إلى الضغط على الاحتلال الصهيوني للالتزام بالاتفاق، كما شدد على ضرورة استكمال ترسيم الحدود ومناقشة النقاط العالقة في الخط الأزرق بعد تنفيذ الانسحاب.
حزب الله: لن نقبل بقاء الاحتلال يومًا إضافيًا
من جانبه، حذّر الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، من أن أي بقاء للاحتلال الصهيوني بعد 18 فبراير لن يكون مقبولًا، مضيفًا: "إذا بقي الاحتلال، فالكل يعلم كيف يتم التعامل معه"، ودعا الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ موقف صلب بشأن قضية الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار في الجنوب.
اتصالات مكثفة لإتمام الانسحاب في موعده
أكدت مصادر رسمية لبنانية أن الاتصالات ما زالت مستمرة ومكثفة لضمان تنفيذ الانسحاب الصهيوني وفق الاتفاق، مشددة على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى الاحتلال الصهيوني، وأوضحت المصادر أن الجيش اللبناني مستعد للانتشار في كافة المناطق الجنوبية فور إتمام الانسحاب.
تصعيد ميداني قبل الانسحاب.. قصف وحرائق وخرق للحدود
في الساعات الأخيرة، كثّف الاحتلال الصهيوني من هجماته على الجنوب اللبناني، حيث أفادت مصادر أمنية بقيام قوات الاحتلال الصهيوني بإضرام النيران في منازل ببلدة العديسة، بالإضافة إلى تنفيذ تفجير في بلدة يارون.
كما حلّقت طائرات الاحتلال الحربية بكثافة في أجواء النبطية وإقليم التفاح، بينما نفذ سلاح الجو الصهيوني غارات وهمية في أجواء القرى الجنوبية.
من جهتها، أصدرت بلدية ميس الجبل بيانًا حذّرت فيه من استمرار الاحتلال في السيطرة على بعض الأحياء الداخلية في البلدة، مؤكدة انتظار دخول الجيش اللبناني وانتشاره لضمان سلامة الأهالي.