في تطور غير مسبوق، تواجه أسواق البن في مصر والعالم موجة ارتفاعات سعرية حادة، مما يثير قلق المستهلكين والتجار على حد سواء، فقد كشف حسن فوزي، رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار البن وصلت إلى مستويات تاريخية لم تشهدها الأسواق منذ 47 عامًا، مما يضع محبي القهوة أمام تحديات جديدة.

 

أسباب الارتفاع القياسي في الأسعار

أرجع فوزي هذه القفزة غير الطبيعية في الأسعار إلى عدة عوامل رئيسية، على رأسها التغيرات المناخية التي أثرت سلبًا على إنتاج الدول الرئيسية المنتجة للبن، مثل البرازيل وفيتنام، حيث شهدت هذه الدول انخفاضًا بنسبة 20% في حجم المحصول. كما أسهم تأخر هطول الأمطار في تفاقم الأزمة، مما أدى إلى نقص المعروض عالميًا.

بالإضافة إلى ذلك، أدت زيادة الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد، إلى جانب ارتفاع أسعار النقل الدولي، مما فاقم الضغوط السعرية على أسواق البن.

 

انعكاسات الأزمة على السوق المصري

أكد فوزي أن أسعار البن شهدت زيادة تجاوزت 100% خلال عام واحد فقط، حيث قفز سعر البن السادة إلى 560 جنيهًا للكيلوغرام، بينما بلغ سعر البن المحوج 680 جنيهًا، وهو ارتفاع يعزى جزئيًا إلى الزيادة الكبيرة في أسعار الحبهان، الذي بلغ 2000 جنيه للكيلوجرام.

وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت العقود الآجلة لقهوة أرابيكا، التي تُعد المعيار الأساسي لتسعير البن عالميًا، إلى مستويات قياسية في بورصة إنتركونتيننتال بنيويورك. فقد صعدت الأسعار بنسبة 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 3.7225 دولار للرطل، في حين ارتفعت أسعار قهوة روبوستا بنحو 2.2% إلى 5734 دولارًا للطن المتري، وهو مستوى قريب من أعلى سعر تاريخي للعقد.

 

التوقعات المستقبلية وتأثيرها على المستهلكين

يتوقع خبراء السوق استمرار ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار العوامل المؤثرة على العرض والطلب ومن المرجح أن ينعكس هذا الارتفاع على سلوك المستهلكين في مصر، حيث قد يلجأ البعض إلى تقليل استهلاكهم للبن.