قالت مجموعة حقوقية أوروبية، يوم الإثنين، إن تدهور الحالة الصحية للفلسطينيين الذين تم تحريرهم من السجون الإسرائيلية يعكس التعذيب المنهجي الذي يتعرضون له في السجون الإسرائيلية، ووصفوا هذه السجون بـ "قبور للأحياء". 

جاء ذلك في بيان صادر عن "المراقبة الأوروبية لحقوق الإنسان" التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، والتي عرضت صورة لأحد السجناء الفلسطينيين الذين تم تحريرهم، وهو يظهر علامات واضحة على تدهور صحته.

وأشار البيان إلى أن "الصحة السيئة للمعتقلين الفلسطينيين الذين تم تحريرهم كجزء من اتفاقيات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تعكس الظروف الرهيبة التي مروا بها أثناء فترة احتجازهم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات المهينة التي استمرت حتى آخر لحظة". وذكر البيان أن مئات الفلسطينيين تم إطلاق سراحهم مقابل 18 أسيرًا إسرائيليًا في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

وأضافت الجماعة الحقوقية أن "غالبية السجناء كانوا في حالة صحية سيئة للغاية، حيث فقد كل منهم عدة كيلوجرامات من وزن جسمه بسبب ما يبدو أنه سياسة التجويع المتعمد". 

وقالت إن العديد من المعتقلين كانوا بحاجة إلى تحويلات عاجلة إلى المستشفيات لإجراء فحوصات طبية حاسمة، مع الإشارة إلى أن أحدهم كان غير قادر على التعرف على مستقبله بعد أن تم حرمانه من العلاج أثناء فترة احتجازه.

السجون كأداة للتعذيب المنهجي

أوضحت المراقبة الأوروبية لحقوق الإنسان أن حالة الصحة السيئة للمعتقلين الفلسطينيين المحررين تظهر كيف أن إسرائيل حولت سجونها إلى "مرافق للتعذيب المنهجي". وقالت المجموعة: "حتى اللحظة الأخيرة قبل الإفراج عنهم، عانى معظم المعتقلين من التعذيب النفسي إلى جانب سوء المعاملة والضرب".

وأكدت المنظمة الحقوقية أن هذه الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ولحقوق السجناء والمعتقلين التي تكفلها القوانين الدولية، حيث تعكس هذه الممارسات الإساءة والإذلال والتجويع والتعذيب المنهجي الذي تعرض له المعتقلون أثناء احتجازهم وبعد إطلاق سراحهم.

وأضاف البيان: "لقد تجاوزت الانتهاكات الظروف السيئة للاحتجاز، وبدأت سياسة انتقامية ضد جميع السجناء الفلسطينيين والمعتقلين"، لافتًا إلى أن المعتقلين تعرضوا لتعذيب شديد وتجويع متعمد وزنازين انفرادية لفترات طويلة كجزء من العقوبات التي تصاعدت بشكل وحشي بعد الأحداث في قطاع غزة.

"قبور للأحياء"

نقل البيان عن شهادة طفل فلسطيني تم تحريره من السجون الإسرائيلية، حيث وصف ظروف السجون بأنها "قبور للأحياء". وفي هذا السياق، دعا رامي عبده، رئيس مجموعة "المراقبة الأوروبية لحقوق الإنسان"، إلى احتجاجات واسعة ضد الممارسات السادية الإسرائيلية تجاه المعتقلين الفلسطينيين، مطالبًا بتنظيم مظاهرات أمام مكاتب لجنة الصليب الأحمر الدولية.

كما دعا عبده السلطات في غزة إلى طرد ممثلي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وإدانة لجنة الصليب الأحمر الدولية في حال عدم إصدار بيان واضح يدين فظائع إسرائيل ضد الأسرى خلال ثلاثة أيام.

من جهتها، اعتبرت حركة حماس أن الظروف الصحية السيئة التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيون المحررون تعكس "وحشية" ما يعيشه الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. وأكدت الحركة أن تعذيب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يعد "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتطلب تدخلاً فوريًا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية".

التمييز في معاملة الأسرى

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن ممثلي الصليب الأحمر كانوا "غاضبين" من الطريقة التي تم بها إطلاق سراح آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين يوم السبت، حيث تم إخراجهم من السجون وهم مكبلي الأيدي بأغلال خلف رؤوسهم. في المقابل، كان الأسرى الإسرائيليون المحررون من غزة يظهرون في صحة جيدة، وهم يرتدون ملابس أنيقة وتم منحهم هدايا فور إطلاق سراحهم.

تجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه قد أوقف الحملة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 47500 شخص في غزة ودمار واسع في القطاع. كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

https://www.middleeastmonitor.com/20250203-israeli-prisons-graves-for-the-living-euro-med-rights-group/