هزت واقعة انتحار هاني عبدالقادر، الموظف في دار الأوبرا، الرأي العام، بعد أن ترك رسالة وداعية مؤثرة حملت كلمات تعكس حجم الألم والمعاناة التي تعرض لها، مشيرًا إلى الظلم والقهر الذي دفعه إلى إنهاء حياته بإلقاء نفسه في نهر النيل.

وأثارت هذه الحادثة حالة من الجدل والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب الكثيرون بفتح تحقيق عاجل للكشف عن الأسباب التي دفعت الموظف إلى هذه النهاية المأساوية.
 

رسالة وداع مؤلمة.. "ستراني في مرضك وضعفك"
   لم تكن وفاة هاني عبدالقادر مجرد حادثة انتحار عادية، بل كانت صرخة أخيرة ضد الظلم، حيث كتب في رسالته الوداعية: "ستراني في مرضك وضعفك وفشلك.. ستراني في عقوق أبنائك.. ستراني في غدر من حولك … ستراني في هجر أصحابك".

رسالة تحمل في طياتها مشاعر العتاب والألم واليأس، وكأنها تعكس إحساسه بالقهر وعدم القدرة على الاستمرار في مواجهة الحياة بعد تعرضه لمواقف قاسية داخل بيئة عمله.
 

بيئة سامة وضغوط نفسية قاتلة
   كشفت زميلته في دار الأوبرا، المطربة إيناس عز الدين، أن الراحل كان معروفًا بأخلاقه واحترامه، مؤكدة في منشور لها عبر "فيسبوك" أنه تعرض لظلم كبير دفعه إلى الانتحار، وأضافت أن زميلًا آخر له توفي من شدة الصدمة بعد سماعه خبر وفاته، مما يؤكد مدى تأثير الحادثة على زملائه.

وأشارت إيناس إلى أن البيئة الوظيفية داخل دار الأوبرا أصبحت "سامة"، وغير مؤاتية للعمل، حيث تتفشى الضغوط النفسية والتجاوزات الإدارية، ما قد يدفع بعض الموظفين إلى حالات اكتئاب حادة.
 

التحقيقات تكشف ملابسات الحادث
   باشرت نيابة الجيزة التحقيق في الواقعة، حيث تبين أن الموظف أنهى حياته بالقفز في مياه نهر النيل بعد أزمة نفسية حادة ناجمة عن فصله من العمل، وأكدت التحقيقات عدم وجود شبهة جنائية، وأمرت النيابة بالتصريح بدفن الجثمان بعد سماع أقوال شقيقه.

وأوضحت المصادر أن الراحل كان يعمل في قسم المراسم والبروتوكول، وكان يتمتع بعلاقات طيبة مع زملائه، إلا أن خلافًا مع أحد الموظفين تسبب في وضعه تحت الضغط، ما أدى إلى تصاعد الأزمة، وانتهى الأمر بإحالته للتحقيق ثم فصله من العمل، وهو ما شكل صدمة كبيرة له.
 

صديق عمره يلحق به بعد ساعات من الفاجعة
   لم تتوقف المأساة عند وفاة هاني عبدالقادر، حيث توفي صديقه المقرب عادل السيد فور سماعه الخبر، نتيجة صدمة عصبية حادة، ويعد هذا الحدث دليلًا آخر على التأثير العاطفي العميق الذي خلفته هذه المأساة بين زملائه في دار الأوبرا.