في خطوة تعكس الرفض الشعبي والنقابي القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وجهت عشر نقابات مهنية، خطابًا رسميًا إلى السفارة الأميركية بالقاهرة، أعربت فيه عن رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

وأكدت النقابات، التي تضم الأطباء والمهندسين والمحامين والصحافيين والمهن التمثيلية والسينمائية وأطباء الأسنان والبيطريين والتطبيقيين والتجاريين، أن هذه الخطوة تمثل اعتداءً صارخًا على السيادة العربية، وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، فضلًا عن كونها جريمة ضد الإنسانية بموجب المواثيق الدولية.
 

رفض قاطع لسياسات التطهير العرقي
   وشددت النقابات، التي تمثل أكثر من خمسة ملايين مهني مصري، في خطابها المشترك، باللغتين العربية والإنجليزية، على أن أي تأييد لمثل هذه المخططات يعد دعمًا لسياسات التطهير العرقي، وتجاهلًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مشيرة إلى أن التهجير القسري للمدنيين يعد جريمة حرب لا يمكن التغاضي عنها أو تمريرها تحت أي غطاء سياسي أو أمني.

وأكدت النقابات أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي قضية عدالة تاريخية، وحقوق مشروعة لا يمكن المساومة عليها. كما شددت على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولات لتفكيك القضية الفلسطينية أو محو الهوية الوطنية للفلسطينيين تحت ستار "الحلول السياسية".
 

موقف حازم ودعم لمصر في حماية الحقوق الفلسطينية
   وأكدت النقابات في بيانها تضامنها الكامل مع الموقف الرسمي المصري الرافض لأي محاولات تهدف إلى تقويض السيادة الفلسطينية، مشددة على دعمها للقيادة المصرية في رفضها لأي مخططات تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين، وضرورة الوقوف بحزم ضد أي سياسات تؤثر على استقرار المنطقة.

ودعت النقابات الرئيس الأميركي إلى التراجع الفوري عن أي تصريحات أو سياسات تدعم تهجير الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الاستقرار في الشرق الأوسط لا يتحقق عبر فرض وقائع جديدة على الأرض بوسائل غير قانونية، وإنما من خلال الالتزام بالقرارات الدولية واحترام حقوق الشعب الفلسطيني.
 

فعاليات احتجاجية ومبادرات لدعم الفلسطينيين
   وأعلنت النقابات عن سلسلة من الفعاليات التصعيدية رفضًا للتصريحات الأميركية، شملت تنظيم وفد نقابي لزيارة معبر رفح الحدودي مع غزة، بهدف إعلان الدعم الشعبي والنقابي للنضال الفلسطيني، والتأكيد على رفض التهجير.

كما أطلقت النقابات حملة لجمع التبرعات من أعضائها لإعادة إعمار قطاع غزة، وتعزيز صمود الفلسطينيين في أراضيهم، فضلًا عن تعليق الأعلام الفلسطينية على مقراتها، ومنصاتها الرقمية، وتنظيم فعاليات تضامنية تؤكد على الموقف المصري الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية.

ووجهت النقابات رسالة إلى المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، والأطراف الفاعلة في القضية الفلسطينية، داعية الجميع إلى اتخاذ موقف واضح ضد أي محاولات لفرض التهجير القسري، واتخاذ إجراءات عملية لمواجهة هذه المخططات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.