في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، نجحت المقاومة الفلسطينية أول أمس السبت في تنفيذ الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى، التي شملت الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال الصهيوني، إلى جانب تحرير أسير مصري يدعى فريح سلمان بريكات، ما سلط الضوء على قضيته التي استمرت لسنوات في أروقة الاعتقال الصهيوني.
 

من هو فريح سلمان بريكات؟
   فريح سلمان بريكات، مواطن مصري من سكان شمال سيناء، وُلد عام 1973، واعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني في 28 مارس عام 2007، وحُكم عليه بالسجن لمدة 18 عامًا، بتهمة المشاركة في عمليات للمقاومة الفلسطينية، بما في ذلك عملية استشهادية وقعت في مدينة إيلات المحتلة.

ووجهت سلطات الاحتلال اتهامات لبريكات بالمشاركة في تنفيذ عملية استشهادية عام 2007، أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة سبعة آخرين، ورغم مرور سنوات على اعتقاله، بقيت تفاصيل دوره في العملية غامضة، وسط مزاعم الاحتلال بأنه قدم تسهيلات لمنفذ الهجوم.
 

ظروف الاعتقال والمعاناة داخل سجون الاحتلال
   عانى فريح بريكات، كغيره من الأسرى الفلسطينيين والعرب، من ظروف اعتقال قاسية، حيث تعرض لإهمال طبي متعمد، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، وخلال فترة اعتقاله، خاض بريكات إضرابًا مفتوحًا عن الطعام عام 2012، برفقة أسيرين مصريين آخرين، احتجاجًا على استمرار احتجازهم وسط مطالبات متكررة للحكومة المصرية بالتدخل العاجل للإفراج عنهم.

وخلف جدران زنازين الاحتلال، حُرم بريكات من رؤية أسرته وأطفاله الخمسة لفترات طويلة، في ظل سياسة العزل الانفرادي التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى، لا سيما أولئك الذين توجه إليهم اتهامات بالمشاركة في عمليات مقاومة.
 

تفاصيل العملية الاستشهادية في إيلات
   في 29 يناير 2007، نفّذ الاستشهادي محمد فيصل السكسك، البالغ من العمر 21 عامًا، عملية فدائية في مركز تجاري بمدينة إيلات، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح لحركة فتح، مسؤوليتهما المشتركة عن العملية، التي استغرقت سبعة أشهر من التخطيط والتنسيق.

في ذلك الوقت، عقد المتحدث باسم سرايا القدس، أبو أحمد، مؤتمرًا صحفيًا في غزة، أكد فيه أن منفذ العملية هو أحد أعضاء التنظيم، ورفض الكشف عن تفاصيل أخرى تتعلق بطريقة وصوله إلى إيلات.
بينما صرح وزير الأمن الداخلي الصهيوني آنذاك، آفي ديختر، بأن المنفذ دخل عبر الحدود المصرية، متكهنًا بأنه استغل الأنفاق الحدودية قبل أن يصل إلى داخل الأراضي المحتلة سيرًا على الأقدام.

وأثارت العملية جدلًا واسعًا حول كيفية دخول منفذها إلى مدينة إيلات، حيث نفت الحكومة الأردنية رسميًا على لسان المتحدث باسمها ناصر جودة أن يكون المنفذ قد دخل عبر أراضيها.
في المقابل، أصر الاحتلال الصهيوني على أنه جاء من مصر، وهو ما فتح باب التأويلات حول مسار تحركه الفعلي قبل تنفيذ العملية.
 

تحرير بريكات ضمن صفقة التبادل
   جاء الإفراج عن بريكات ضمن صفقة تبادل الأسرى التي شهدت الإفراج عن العشرات من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بعد أن سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس، مجموعة من أسرى الاحتلال إلى الصليب الأحمر الدولي.

وشهدت عملية التسليم احتشاد مئات الفلسطينيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث تم استقبال الأسرى المحررين وسط مشاهد احتفالية رفع خلالها صور قادة المقاومة الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة على القطاع.
 

رسائل المقاومة بعد الصفقة
   أكدت حركة حماس أن تحرير الأسرى يأتي في إطار العمل الدؤوب لمقاومتها على تحرير كافة المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وشددت الحركة على أن المقاومة ستواصل طريقها طالما استمر الاحتلال الصهيوني في سياساته القمعية، مشيرة إلى أن صفقة التبادل هذه ليست إلا خطوة في مسار طويل من النضال المستمر لتحرير كامل الأراضي الفلسطينية.

من جانبها، أشادت الفصائل الفلسطينية بالصفقة، معتبرة أنها إنجاز يُحسب للمقاومة، خاصة في ظل المعاناة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال.
في المقابل، أبدت حكومة الاحتلال امتعاضها من بنود الصفقة، معتبرة أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين يشكل خطرًا على أمنها.

https://x.com/qudsn/status/1885663284658856239