شهدت حديقة حيوان الفيوم حادثًا مأساويًا أثار الرعب بين العاملين والزوار، بعد أن انقضَّ أسد مفترس على حارسه، سعيد جابر علي محمد الدش (47 عامًا)، داخل قفصه، موديًا بحياته على الفور بعدما التهم جزءًا من رأسه.
الحادث الذي وقع أثناء تقديم الطعام للأسد تحوّل إلى مشهد مروّع، حيث تسبّب في حالة من الهلع، وكاد الأسد أن يتسبب في كارثة أكبر بعد محاولته مهاجمة زوار الحديقة.
ووقعت الحادثة يوم الثلاثاء الماضي، عندما كان الحارس يقوم بإطعام الأسد داخل القفص، لكنه تعثر أثناء محاولته إغلاق الباب، مما أتاح للأسد فرصة الهجوم عليه فجأة، في لحظات معدودة، انقض الأسد على الحارس بقوة هائلة، وغرس أنيابه في رأسه وجسده، ولم يتركه إلا جثة هامدة وسط ذهول العاملين وزوار الحديقة.
وأفاد شهود عيان أن الأسد، بعد افتراسه الحارس، أصيب بحالة هياج شديدة، وحاول الخروج من القفص، مما أثار الذعر بين الحاضرين، وفي هذه اللحظة الحرجة، تدخل حراس الحديقة بسرعة، مستخدمين العصي والأسلحة المهدئة للسيطرة على الحيوان، قبل أن يتسبب في مزيد من الضحايا.
إغلاق الحديقة وفتح تحقيق موسع
بعد وقوع الحادث، أصدرت النيابة العامة بالتنسيق مع محافظ الفيوم، قرارًا بإغلاق حديقة الحيوان مؤقتًا لحين الانتهاء من التحقيقات، وسط تساؤلات حول إجراءات السلامة داخل الحديقة.
وأوضحت التحقيقات الأولية أن الحادثة كانت نتيجة خطأ بشري، بسبب ضعف إجراءات الأمن والسلامة المتبعة في التعامل مع الحيوانات المفترسة، وكشفت مصادر مطلعة أن التحقيقات ستركز على مدى التزام الحديقة بمعايير السلامة، ومدى جاهزية الأقفاص للحيلولة دون وقوع مثل هذه الكوارث.
وكشفت التحقيقات الأولية أن هناك تقصيرًا في تطبيق إجراءات الأمن داخل الحديقة، خصوصًا فيما يتعلق بطريقة التعامل مع الحيوانات المفترسة، كما أشارت إلى وجود ثغرات في طريقة تأمين الأقفاص، وهو ما جعل الحارس في مرمى الخطر.
ووفقًا لمصادر مسؤولة، فقد تم تشكيل لجنة خاصة لمراجعة كاميرات المراقبة داخل الحديقة، وتحليل اللحظات التي سبقت وقوع الحادث، للوقوف على أي إهمال أو تقصير محتمل في التعامل مع الأسود، خاصة أن هذا النوع من الحوادث نادر لكنه قد يكون كارثيًا في حال عدم اتباع البروتوكولات الأمنية الصارمة.
في أعقاب الحادث، قررت الجهات المعنية التخلص من الأسد، بعد أن أصيب بحالة هياج شديدة. وأكد مسؤول في الحديقة أن قرار قتل الأسد جاء بعد استحالة السيطرة عليه، خاصة بعد أن أصبح يشكل تهديدًا على سلامة العاملين والزوار.
لكن هذا القرار أثار جدلًا واسعًا، حيث انتقد بعض الناشطين البيئيين قتل الأسد بدلاً من عزله أو نقله إلى مكان أكثر أمانًا.