في بيان قوي وحاسم، أكد الأزهر الشريف رفضه القاطع لجميع المخططات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معتبرًا هذه المحاولات تعديًا صارخًا على حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته.
وجاء البيان الذي نشره الأزهر مساء الاثنين ردًا على تصريحات حديثة تدعو إلى تهجير الفلسطينيين، حيث وصف هذه المخططات بأنها "محاولة بائسة وظالمة" تهدف إلى تمكين الاحتلال الإسرائيلي من فرض سيطرته على الأرض الفلسطينية.
وأشار الأزهر إلى أن هذه المخططات تأتي بعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه على مدار 15 شهرًا، ارتكب خلالها جرائم وصفها الأزهر بأنها "ليس لها مثيل في التاريخ الحديث". وأكد الأزهر أن غزة ستظل أرضًا فلسطينية عربية، ولن تنجح المخططات الصهيونية في تغيير هذه الحقيقة.
وقال الأزهر في بيانه: "غزة ستظل فلسطينية عربية -بإذن الله- إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، رغم المخططات البائسة التي تقف خلفها دول لطالما تغنَّت زورًا وبهتانًا بشعارات حقوق الإنسان"، وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى "تزييف التاريخ وسلب الأرض من خلال القتل والتخريب والمجازر التي استمرت لأكثر من خمسة عشر شهرًا".
تواطؤ عالمي وانحياز ضد العدالة
كما انتقد الأزهر التواطؤ العالمي غير المسبوق مع هذه المخططات، معتبرًا أن هذا الدعم يمثل انحيازًا صارخًا ضد القيم الإنسانية ومبادئ العدالة. وأكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية "شرفاء العالم" الذين يؤمنون بالعدل والحرية.
صمود الفلسطينيين
وأشاد الأزهر بصمود الشعب الفلسطيني وثباته في وجه الاحتلال وأطماعه، داعيًا الفلسطينيين إلى التمسك بأرضهم وقضيتهم العادلة، وأكد أن هذا الصمود هو الذي يحفظ هوية الأرض الفلسطينية ويحول دون تنفيذ المخططات التهجيرية.
يأتي بيان الأزهر في أعقاب تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دعا فيها إلى استقبال مصر والأردن للفلسطينيين، وهو ما قوبل بترحيب إسرائيلي، وقد أعادت هذه التصريحات الجدل حول المخططات التهجيرية التي تستهدف الشعب الفلسطيني، والتي يرى فيها الأزهر ومؤسسات عربية ودولية أخرى محاولة لطمس الهوية الفلسطينية وتكريس الاحتلال.