في تطور غير مسبوق، أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس، سراح أربع مجندات صهاينة وسط عرض ميداني حاشد في ميدان فلسطين بمدينة غزة.
الحدث الذي وصفه الإعلام الصهيوني بـ"العرض الذي هز إسرائيل" أثار ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية والعسكرية الصهيونية، بينما استقبلته الأوساط الفلسطينية بترحيب كبير، خاصة بعد إفراج الاحتلال الصهيوني عن 200 أسير فلسطيني، بينهم 70 من فئة المبعدين الذين تم نقلهم خارج فلسطين عبر الأراضي المصرية.
تفاصيل الإفراج و"المشهد المنظم"
بدا المشهد هذه المرة أكثر تنظيمًا من سابقه، حيث انتشر مقاتلو كتائب القسام برفقة عناصر سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في ميدان فلسطين قبل ساعات من عملية التسليم، وتم نصب منصة تحمل شعارات المقاومة، وفوقها طاولة أنجزت عليها عملية التوقيع الرسمي لوثيقة تسليم الأسرى، بحضور ممثل عن الصليب الأحمر الدولي.
الأسيرات الصهاينة ظهرن بحالة صحية جيدة، وكنّ يرتدين زيًا شبيهًا بالزي العسكري الصهيوني، ولوحن بأيديهن لمئات الفلسطينيين الذين احتشدوا لمشاهدة الحدث.
في المقابل، أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن 200 أسير فلسطيني، بينهم محمد الطوس، أقدم أسير فلسطيني محكوم منذ 39 عامًا، ورائد السعدي، الذي قضى 36 عامًا في الأسر.
نتنياهو يعطل عودة النازحين
رغم الترتيبات النهائية التي قامت بها السلطات في قطاع غزة لعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، وقف انسحاب قواته من شمال ممر نتساريم وعدم السماح بعودة النازحين إلا بعد إطلاق سراح الأسيرة الصهيونية أربيل يهود، التي تحتجزها المقاومة.
زعم نتنياهو أن "حماس أخلّت بالاتفاق"، بينما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، دانيال هاجاري، أن المقاومة لم تلتزم بتسليم النساء المدنيات أولًا، وفق الاتفاق.
وساطات دولية وضغوط متزايدة
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن سلطات الاحتلال تطالب بضمانات للإفراج عن يهود بحلول الأسبوع المقبل، كما تسعى للحصول على دليل يثبت أنها لا تزال على قيد الحياة.
في المقابل، أكد مصدر مصري لـ"بي بي سي" أن الوسطاء وعدوا الجانب الصهيوني بتقديم دليل على ذلك، فيما نقلت مصادر فلسطينية أن حماس ستفرج عنها السبت المقبل.
أمن مشدد على ممرات العودة
تجري عمليات تأمين مشددة على عودة النازحين عبر ممر نتساريم، إذ سيتم فتح شارع الرشيد للمشاة، فيما خُصص شارع صلاح الدين لحركة السيارات باتجاه واحد نحو الشمال.
ووفق تقارير أمريكية وصهيونية، ستتولى شركتان أمنيتان، إحداهما أمريكية والأخرى مصرية، عمليات تفتيش السيارات المتجهة من الجنوب إلى الشمال.
تجنيد آلاف المقاتلين واستمرار الحرب الإعلامية
أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصادر في الكونجرس الأمريكي، بأن حركة حماس تمكنت من تجنيد ما بين 10 و15 ألف مقاتل منذ بدء الحرب الأخيرة، رغم الخسائر البشرية التي تكبدتها.
وفي سياق موازٍ، كشف تحقيق لقناة "الجزيرة" عن لقطات تُظهر قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، متجولًا بين مواقع الاشتباكات في رفح، قبل استشهاده في أكتوبر الماضي.
فيما ظهر القائد العسكري محمد الضيف في غرفة العمليات العسكرية، ما أثار تكهنات حول بقائه على قيد الحياة.