يواصل الاحتلال الصهيوني تصعيد عملياته العسكرية في الضفة الغربية، حيث ارتكب مساء الأربعاء جريمة جديدة باغتيال مقاومين فلسطينيين خلال عدوان على بلدة برقين، الواقعة جنوب جنين.
وأكدت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية نبأ استشهاد الشابين قتيبة وليد أحمد شلبي (30 عامًا) ومحمد أسد محمود نزال (25 عامًا)، برصاص قوات الاحتلال، التي احتجزت جثمانيهما بعد العملية.
 

حصار وقصف بطائرات مسيرة وتدمير منزل
   بدأت العملية مساء الأربعاء عندما حاصرت قوات الاحتلال منزلاً في برقين، مستعينة بطائرة مسيرة أطلقت عدة صواريخ تجاهه، بالإضافة إلى قذائف "إنيرجا"، بعد أن قامت وحدة صهيونية خاصة بالتسلل إلى المنطقة؛ وبعد اشتباكات عنيفة، قامت الجرافات العسكرية بهدم المنزل وتسويته بالأرض.

وفي سياق العدوان ذاته، أصيب مالك المنزل، وهو رجل يبلغ من العمر 60 عامًا، برصاص الاحتلال، فيما وثقت الطواقم الطبية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تعاملها مع إصابته، إضافة إلى حالات أخرى من الإصابات الناجمة عن الاقتحام.
 

حماس تنعى مقاوميها وتتوعد الاحتلال بعمليات نوعية
   في رد سريع على الجريمة، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مسؤوليتها عن المقاومين، مؤكدة أنهما منفذا عملية فندق كريات أربع البطولية.

وقالت الكتائب في بيان رسمي: "نزف إلى العلا الشهيدين القساميين قتيبة الشلبي ومحمد نزال، اللذين ارتقيا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، ونؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وأن الرد قادم بعمليات فارقة ستقسم ظهر العدو".

وأضاف البيان أن الاحتلال الصهيوني يسعى لتنفيذ مخططات دموية في الضفة الغربية، لكنه سيواجه تصعيدًا مقاومًا يشمل عمليات مشتركة ستجعل أمن جنوده ومستوطنيه في مهب الريح.
 

رواية الاحتلال.. "معلومات استخباراتية واشتباك مسلح"
   في المقابل، زعم جيش الاحتلال في بيان مشترك مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، أن العملية جاءت بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن الشهيدين مسؤولان عن قتل ثلاثة مستوطنين في عملية فندق كريات أربع، التي وقعت مطلع العام الجاري.
وأضاف البيان أن قوات الاحتلال تمكنت من تصفية المطلوبين بعد تبادل لإطلاق النار، كما أشار إلى إصابة أحد جنوده بجروح متوسطة خلال العملية.
 

عدوان متواصل في جنين واعتقالات بالجملة
   لم تقتصر العمليات العسكرية على برقين، فقد واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، حيث نفذت اعتقالات جماعية طالت عشرات الفلسطينيين، مع تحويلهم إلى مراكز تحقيق ميدانية.

وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال دمر بنى تحتية وممتلكات تجارية خلال اقتحاماته المتكررة، وسط اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة والقوات المقتحمة، فيما استمر سماع دوي انفجارات ضخمة في أنحاء متفرقة من المخيم.
 

المقاومة تتصدى بعبوات ناسفة وعمليات نوعية
   مع استمرار العدوان، أكدت مجموعات المقاومة الفلسطينية في جنين تصديها لقوات الاحتلال، حيث استهدفت آليات عسكرية بعبوات متفجرة، في حين أظهرت مقاطع مصورة وقوع اشتباكات مباشرة في عدة محاور.

   وأعلنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس عن تفجير عبوة ناسفة كبيرة في مسار تحرك قوات الاحتلال، مؤكدة وقوع إصابات مؤكدة في صفوف الجنود.
كما أعلنت (قوات العاصفة- كتيبة جنين) عن استهداف قوات الاحتلال في بلدة قباطية وإصابة عدد من الجنود بشكل مباشر.
 

نزوح قسري لمئات العائلات وسط معاناة إنسانية
   في سياق آخر، كشف بشير مطاحن، مسؤول العلاقات العامة في بلدية جنين، عن نزوح نحو 2000 عائلة فلسطينية من مخيم جنين هربًا من القصف والاقتحامات.
وأشار إلى أن العائلات لجأت إلى القرى المجاورة في ظروف إنسانية صعبة، وسط نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.

كما تحدث شهود عيان عن إجبار جيش الاحتلال مئات الفلسطينيين على النزوح قسرًا سيرًا على الأقدام، بمن فيهم كبار السن والمرضى، ما يعكس مأساة إنسانية مستمرة في ظل العدوان الصهيوني المتصاعد.
 

الفيديو:
https://x.com/tamerqdh/status/1882353415743062346