شهدت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث شنت قوات الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "الجدار الحديدي"، مما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من 35 آخرين، بينهم عناصر من قوى الأمن الفلسطينية.
جاءت هذه العملية بقرار مباشر من المستوى السياسي الصهيوني، وفقًا لما ذكرته القناة "14" العبرية، حيث اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مخيم جنين، مدعومة بطائرات مسيّرة نفذت غارات جوية استهدفت مناطق داخل المخيم.
في تطور لافت، أعلنت مصادر محلية انسحاب الأجهزة الأمنية الفلسطينية من محيط المخيم بالتزامن مع بدء العملية الصهيونية، وهو ما أكدته صحيفة "هآرتس" العبرية، التي أفادت بأن جيش الاحتلال طلب من قوات السلطة الفلسطينية مغادرة المنطقة قبل تنفيذ الهجوم.
اشتباكات عنيفة والمقاومة تتصدى
تصدت فصائل المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال في أحياء المخيم، حيث أعلنت "كتيبة جنين" التابعة لـ "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها تخوض معارك عنيفة مع قوات الاحتلال على عدة محاور، مستخدمة الأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة.
وأكدت الكتيبة في بيان لها أنها "لن تتراجع في الدفاع عن جنين وأهلها، وأن المعركة مع الاحتلال مفتوحة".
كما شهدت بلدة قباطية جنوب جنين عمليات توغل للاحتلال، حيث تسللت قوات خاصة صهيونية إلى البلدة، تزامنًا مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من حاجز الجلمة باتجاه جنين، في مؤشر على توسيع نطاق الهجوم العسكري في المنطقة.
حملة اعتقالات واسعة تطال النساء والأسرى المحررين
بالتزامن مع العملية العسكرية في جنين، شنّ جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مختلف محافظات الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 20 فلسطينيًا، بينهم سيدتان وأسرى محررون.
ووفق بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، فقد شملت الاعتقالات مدن الخليل، قلقيلية، نابلس، ورام الله، حيث داهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين، وأجرت تحقيقات ميدانية مع عشرات الفلسطينيين قبل الإفراج عن بعضهم لاحقًا.
تأتي هذه الاعتقالات بعد أيام قليلة من إفراج الاحتلال عن 90 أسيرًا فلسطينيًا ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه مع فصائل المقاومة في قطاع غزة.
المستوطنون يعيثون فسادًا في الضفة الغربية
لم يقتصر التصعيد الإسرائيلي على عمليات الاقتحام والاعتقالات، بل امتد ليشمل اعتداءات مكثفة من قبل المستوطنين، الذين شنوا هجمات منظمة على مناطق فلسطينية عدة.
فقد اقتحم نحو 40 مستوطنًا ملثمًا بلدة الفندق شمال الضفة الغربية، وأضرموا النار في 3 مبانٍ وعدة مركبات ومحال تجارية فلسطينية، كما أصيب 21 فلسطينيًا في اعتداءات المستوطنين على بلدتي الفندق وجينصافوط بمحافظة قلقيلية، حيث تعرض المواطنون للضرب المبرح والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن مستوطنين اثنين أصيبا بجروح خطيرة جراء إطلاق نار من قبل شرطي صهيوني أثناء محاولته تفريقهم بالقرب من مستوطنة "رامات جلعاد".
كما تجمع مستوطنون في عدة مناطق بالضفة الغربية تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وقاموا بإغلاق الطرق أمام حركة الفلسطينيين، ووضعوا مسامير على الطرق لإعطاب المركبات الفلسطينية، في خطوة تهدف إلى فرض واقع ميداني جديد يزيد من معاناة الفلسطينيين.
تصعيد متواصل وجرائم ممنهجة
تأتي هذه التطورات وسط تصعيد غير مسبوق في الضفة الغربية، حيث تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عملياتها العسكرية، مدعومة باعتداءات المستوطنين، وذلك منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في أكتوبر 2023.
ووفق الإحصائيات الرسمية، فقد أسفرت اعتداءات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية عن استشهاد 860 فلسطينيًا، وإصابة نحو 6,700 آخرين، واعتقال أكثر من 14,300 فلسطيني منذ بدء الحرب على غزة.
شاهد:
https://x.com/qudsn/status/1881667746573988172
https://x.com/qudsn/status/1881679133052428419
https://x.com/qudsn/status/1881679078480294274
https://x.com/qudsn/status/1881677327203180672