في شارع عبد العزيز، الذي يُعتبر القلب النابض لتجارة الأجهزة الكهربائية في مصر، تتجلى ملامح الركود بوضوح أمام أحد المحلات، وقف فريد حسين، تاجر الأجهزة الكهربائية، يراقب حركة المارة بعيون يملؤها القلق، متمنياً أن يكسر أحدهم حالة الجمود التي أصابت السوق منذ فترة ليست بالقصيرة.
أسعار ترتفع وإقبال يضعف
شهدت أسعار الأجهزة الكهربائية ارتفاعاً ملحوظاً تراوح بين 5% و10% منذ بداية العام الجاري، متأثرةً بارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حركة البيع والشراء، وفقاً لما أكده تجار شارع عبد العزيز.
يقول فريد حسين: "ارتفاع الأسعار المتواصل جعل المواطنين يترددون كثيراً قبل الإقدام على الشراء، خاصة في ظل الأولويات الأخرى التي باتت تستنزف دخل الأسرة."
ويضيف أن السوق أصبح رهينة لحركة سعر الصرف، حيث يؤدي أي ارتفاع في الدولار إلى زيادة الأسعار، بينما عند انخفاضه تقدم الشركات عروضاً للتجار مثل "اشترِ 25 ثلاجة واحصل على واحدة مجاناً"، ما يسمح بخفض الأسعار قليلاً.
الموسمية تحرك الأسعار ولكن الإقبال ضعيف
بعض الأجهزة تتأثر بعوامل موسمية، مثل السخانات التي شهدت إقبالاً كبيراً خلال الشتاء رغم ارتفاع أسعارها، بينما يستعد السوق لموجة جديدة من الزيادات في شهري فبراير ومارس بسبب الإقبال المتوقع على أجهزة التكييف والمراوح مع اقتراب فصل الصيف.
لكن، رغم هذه التقلبات، يؤكد حسين أن الإقبال بشكل عام ضعيف، إذ باتت الاحتياجات الأساسية تستحوذ على اهتمام المواطنين، مما جعل الأجهزة الكهربائية ترفاً غير ضروري لدى كثير من الأسر.
تكلفة جهاز العروسة تقفز إلى 150 ألف جنيه
من جانبه، أوضح شاكر محمد، أحد تجار الأجهزة الكهربائية، أن الأسعار قفزت بنسبة 300% مقارنة بعام 2019، حيث كانت تكلفة جهاز العروسة حينها 30 ألف جنيه، بينما تتراوح حالياً بين 120 و150 ألف جنيه، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على الأسر المصرية.
وأشار إلى أن المستهلكين أصبحوا يفضلون شراء الأجهزة الأرخص ذات الجودة المتوسطة أو المنخفضة، بسبب عدم قدرتهم على تحمل الأسعار المرتفعة، وهو ما دفع أيضاً التجار إلى التركيز على هذه الفئة من المنتجات لضمان تصريف بضائعهم بسرعة.