شهدت إحدى المدارس الدولية الشهيرة بالقاهرة الجديدة واقعة اعتداء عنيف على طالبة بالمرحلة الابتدائية (الصف السادس) من قبل طالبتين بالمرحلة الثانوية (الصفين الأول والثالث الثانوي) مما أدى إلى إصابة الطالبة بكسور في الأنف وكدمات بالوجه، استدعت نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
المدرسة تجاهلتني ولم يطلبوا الإسعاف لابنتي
وأكد والد الطفلة خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “آخر النهار”، المذاع عبر قناة “النهار”، أن ابنته تعرضت لضرب مبرح داخل المدرسة، معقبًا: "اللي حصل صدمة اجتماعية".
وتابع والد الفتاة:" ربنا ياخد بإيد بنتي وتتعافى وأشوفها كويسة، مناخيرها تعرضت لكسر مضاعف، واللي حصل في بنتي نفسيًا أكبر من أي إصابة تعرضت لها".
وانتقد والد الطفلة، المدرسة بسبب عدم توفير الحماية لابنته، كما أن المدرسة لم تتدخل وتطلب الإسعاف، معقبًا: "أنا اللي روحت خدت بنتي للمستشفى وحتى مشرفة المدرسة كانت وافقة تتفرج".
وأكد والد الطفلة، أنه اتهم المدرسة بالإهمال في حق ابنته، معقبًا: "لما روحت المدرسة محدش حتى قابلني".
التقرير الطبي
وكشف التقرير الطبي للمجني عليها، والصادر عن القسم العلاجي لجراحة التجميل:
اسم المريض: كرمة أحمد
تاريخ الدخول: 16/01/2025، وتاريخ الخروج: 17/01/2025
التشخيص: شرخ بعظام الأنف وتم عمل الفحوصات اللازمة
وأوضح التقرير الطبي بأن الطالبة وصلت إلى المستشفى بادعاء تعرضها للاعتداء من آخرين، وبعد الكشف الطبي المبدئي الظاهري وإجراء الأشعة اللازمة، تبين وجود كدمة في الرأس وكسر في عظام الأنف، وخرجت الحالة من المستشفى بعد رفض تدخل جراحي لتثبيت كسر الأنف.
مشادة كلامية
وكشفت التحريات الأولية أن الحادث بدأ بمشادة كلامية بين الطالبة المعتدى عليها وطالبة بالصف العاشر، بسبب اتهام الأخيرة للضحية بأنها "تنظر إليها بطريقة مستفزة". تطورت المشادة إلى اعتداء لفظي وجسدي، حيث استدعت الطالبة المعتدية شقيقتها الكبرى، طالبة بالصف الثالث الثانوي، التي ضربت الطالبة بشكل مبرح، مما أدى إلى إصابتها بكسور وكدمات شديدة، بالإضافة إلى إهانتها أمام زميلاتها.
وأكد شهود عيان أن الواقعة أثارت حالة من الصدمة والغضب بين الطلاب وأولياء الأمور. وجاء في التعليقات "الطالبة المعتدية لم تكتفِ بالإهانة اللفظية، بل مزقت شعر الطالبة وضربتها حتى كسرت أنفها"، وأضاف آخر "يا ريت العقاب يكون بمحضر رسمي عن طريق النيابة العامة، وتتحول لقضية رأي عام علشان تبقي عبرة لمن تسول له نفسه باستغلال نفوذه السلطوي".
وبدورها، نشرت إدارة المدرسة بيانًا أكدت فيه حرصها على توفير بيئة آمنة للطلاب والمعلمين، وبشأن واقعة التعدي المشار إليها، فقد تم فصل الطالبات الثلاثة اللاتي اعتدين على الطالبة المجني عليها، وتحويل ملفاتهن إلى لجنة الحماية المدرسة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
من جانبها، أعلنت الجهات الأمنية استمرار التحقيقات للوقوف على ملابسات الواقعة وتحديد المسئوليات، في حين ينتظر أولياء الأمور اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق المعتدين وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث داخل المؤسسات التعليمية.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة التربية والتعليم المصرية، وجه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السيد محمد عبد اللطيف، بتشكيل لجنة وزارية للتوجه اليوم الأحد إلى المدرسة الخاصة الدولية في القاهرة، للتحقيق في واقعة التعدي على طالبة بالمدرسة، والتي أثارت جدلاً واسعًا عقب تداول مقطع فيديو يوثق الحادثة.
مؤذي نفسيًا
وعلق ياسر الخرشاوي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ڤيديو مدرسة كابيتال التجمع الذي يظهر فيه ثلاث بنات في ثانوي تعتدين بالضرب على بنت في ابتدائي هو ڤيديو مؤلم ومؤذى نفسيًا جدًا، قيام المدرسة بالتحرك وفصل الطالبات بعد انتشار الڤيديو أمر محبط جدًا، يعنى حتى لو معك فلوس وقررت أن تربي ابنتك وتدخلها مدرسة انترناشيونال فهي ليست في معزل عن البلطجة وقلة الأدب والأذى النفسي والجسدي، الاكتفاء بفصل الطالبات من المدرسة فقط هو أمر معيب في حق العدالة ونظام التعليم في مصر، إذا لم تهتز وتتحرك وزارة التعليم من أجل هذه الطفلة الضحية فمتى تتحرك؟
غير مصدق!
وأضاف شريف صباح، رئيس تحرير ديوان الأهرام على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": مازلت غير مصدق للڤيديو الذي شاهده معظم المصريين، والذي يصور شجارًا بين طالبتين في مدرسة دولية اسمها (كابيتال) في منطقة التجمع الخامس. لساني ويدي يعجزان عن وصف ما حدث، وكل ما أستطيع كتابته هو بعض الأسئلة مثل: كم تبلغ مصروفات تلك المدرسة سنويا؟ وإذا ما كانت تبلغ الخمسة أرقام، فمن هو والد الشقيقتين المتهمتين؟ وهل سيادته على علم بإجرام ابنته وبذاءة ألفاظها؟ وأين والدة الفتاتين؟ وما دورها في تنشئتهما؟ وهل والدهما من النافذين مجتمعيًا لدرجة هضم حق الفتاة البريئة التي ترقد بالمستشفى؟ أم سيشير لأهلها بعصا السلطة وجزرة المال كما فعل نجل البقال صاحب هايبر ماركت الذي قتل أربعة فتيان بسيارته وهو تحت تأثير مجموعة مخدرات؟ ثم أين دور المدرسة ومنسوبيها الذين تركوا هذه الموقعة حتى تكسر أنف التلميذة؟ وهل أمن المدرسة وإدارتها يخشون سطوة وجبروت والد الجانية؟ وبالنسبة لوزير التعليم، ألا يدرى أنه لا سلطة له على المدارس الدولية؟ وهل لو بيده الأمر، أليس من المفترض أن يصدر قرارًا بفصل الشقيقتين ومنعهما من الالتحاق بأية مدرسة على أرض مصر؟ ويمكن لوالدهما الثرى قطعًا أن يتقدم بأوراق ابنتيه لأية مدرسة خارج حدود الكنانة، وهل سنرى الشقيقتين في إحدى الإصلاحيات لقضاء عقوبتهما؟ وبدلاً مما يفعله هذا الوزير مدعي الدكتوراه، عليه أن يطلب اجتماعًا فوريًا مع رئيس الدولة ليتقدم له بمقترح إجراء بحث اجتماعي للشعب المصري لنعرف ما الذي أصابه. لنا الله".