تخطط سلطات الاحتلال الصهيوني لتصعيد هجومها العسكري المميت في الضفة الغربية المحتلة بشكل غير قانوني، حيث دعا رئيس جهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك)، رونين بار، الحكومة للموافقة على تصعيد كبير في العمليات رغم استمرار العنف ضد الفلسطينيين من قبل القوات العسكرية والمستوطنين غير القانونيين.
وخلال اجتماع مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حذر بار مما وصفه بـ"التوجهات المتصاعدة" في المنطقة، مشددًا على ضرورة "تعلم إسرائيل من أحداث 7 أكتوبر".
ودعا إلى "خطوة واسعة النطاق تغيّر الواقع" للقضاء على المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
في الوقت الذي يعى فيه الاحتلال الصهيوني إلى تصعيد عدوانه القاتل على الفلسطينيين، لم تتخذ أجهزة الأمن التابعة لدولة الاحتلال أو السلطة الفلسطينية أي خطوات لوقف العنف الذي يرتكبه المستوطنون غير القانونيين.
وبدلاً من ذلك، يُنظر إلى جيش الاحتلال على نطاق واسع على أنه يقدم دعمًا مسلحًا لهجمات المستوطنين، التي تشمل تدمير ممتلكات الفلسطينيين والاعتداءات العنيفة عليهم.
دعم ممنهج لعنف المستوطنين
وثقت منظمات حقوق الإنسان العديد من الحالات التي لم يمنع فيها جنود الاحتلال الصهيوني عنف المستوطنين، بل وفروا الحماية المسلحة لهم أثناء هجماتهم على القرى الفلسطينية، بما في ذلك حرق المنازل وتدمير الأراضي الزراعية والاعتداءات العنيفة على المدنيين.
وذكرت الأمم المتحدة أنه بين 7 أكتوبر 2023 و21 أكتوبر 2024، استُشهِد 732 فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة.
ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، استُشهِد في المتوسط طفل فلسطيني واحد في الضفة الغربية كل يومين منذ أكتوبر 2023، وهو ما يمثل زيادة بنحو ثلاثة أضعاف ونصف مقارنة بالتسعة أشهر السابقة.
كانت أعمال العنف أكثر شدة في المناطق المحيطة بنابلس وجنين، حيث نفذت قوات الاحتلال الصهيوني مداهمات شبه يومية؛ كما اعتقلت قوات الاحتلال حوالي 6 آلاف فلسطيني.
خيانة سلطة عباس
يتزامن تصعيد العمليات العسكرية المميتة مع إطلاق السلطة الفلسطينية عملية مثيرة للجدل في مخيم جنين للاجئين، والتي أفادت تقارير بأنها اعتقلت 247 مشتبهًا وأبطلت 245 عبوة ناسفة.
وقد واجهت عملية السلطة الفلسطينية انتقادات من الفلسطينيين باعتبارها تنسق مع الاحتلال الصهيوني بينما تفشل في حماية المدنيين من العنف المتزايد للمستوطنين.
وأثار التصعيد المخطط له مخاوف بين منظمات حقوق الإنسان بشأن احتمال زيادة عدد الضحايا المدنيين في ما يعتبر بالفعل أكثر الفترات دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عقود.