في خطوة لافتة أثارت اهتماماً دولياً، أشاد موقع “Epoch” الصهيوني بما وصفه بالتغييرات الجذرية التي أجرتها مصر على مناهجها الدراسية، مشيراً إلى أن هذه التعديلات تستهدف "إزالة مظاهر معاداة السامية" وتعزيز التسامح في المجتمع المصري.
وأوضح التقرير أن هذه الإصلاحات تأتي ضمن سياسة تعليمية جديدة تهدف إلى تغيير الصورة النمطية السائدة عن اليهود وإسرائيل.

وفقاً للموقع الصهيوني، فإن نظام السيسي بدأ منذ العام الدراسي 2023-2024 بتنقيح الكتب المدرسية، خاصة للصف السادس الابتدائي، حيث أُزيلت ما سموه بكافة مظاهر معاداة السامية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الإصلاحات تتم بإشراف منظمة “IMPACT-se” الدولية، وهي مؤسسة تُعنى برصد وتحليل السلام والتسامح الثقافي في التعليم، وتضم فريقاً من الباحثين وخبراء سياسة التعليم، بما في ذلك خبراء صهاينة.
 

إصلاحات في المناهج.. ماذا تغير؟
   أكد التقرير أن المناهج الدراسية شهدت تعديلات ملموسة تمثلت في تقليص المحتوى الذي يشجع على الجهاد ويمجد الشهداء، إلى جانب حذف الخرائط التي تصف إسرائيل بـ "فلسطين المحتلة".
كما جرى تحسين تناول تاريخ اليهود في مصر عبر إبراز وجودهم التاريخي بصورة إيجابية، وفقاً لما ورد في التقرير العبري.

وأشار التقرير إلى أن هذه الجهود تأتي كجزء من عملية أوسع بدأت في عام 2018، بهدف تغيير الصورة النمطية للاحتلال الصهيوني في المناهج الدراسية المصرية.
ويتوقع اكتمالها بحلول عام 2030. ومع ذلك، وصف التقرير هذه العملية بأنها "بطيئة"، مما يعني أن التأثير الكامل لهذه الإصلاحات قد يستغرق سنوات.
 

التعديلات السابقة.. إرث ما بعد 2014
   هذه الإصلاحات ليست الأولى من نوعها، ففي عام 2014، شهدت المناهج الدراسية المصرية تعديلات أخرى بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي على السلطة، حيث حُذفت فقرات تتهم الاحتلال الصهيوني بالإرهاب من كتب التربية الدينية للصف الثالث الإعدادي.
كما أُزيلت مواد تدعو إلى الجهاد وتمجيد الشخصيات المرتبطة بقضية القدس، مثل درس القائد صلاح الدين الأيوبي الذي كان جزءاً من منهج الصف الخامس الابتدائي.

وعلاوة على ذلك، جرى تقليص حجم دروس التاريخ المتعلقة بالصراعات المصرية-الصهيونية في المناهج الدراسية الجديدة من 32 صفحة إلى 12 صفحة فقط.