أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، محمد الهندي، أن الوضع في قطاع غزة يتجه نحو تصعيد غير مسبوق، حيث تشهد المنطقة إبادة جماعية تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وبغطاء كامل من الولايات المتحدة الأميركية.
الهندي تناول مستجدات الوضع الراهن في القطاع، وملف وقف العدوان وصفقة تبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن حركة الجهاد تشارك بشكل أساسي في المفاوضات الجارية حول هذا الملف، رغم أن حركة حماس هي المخولة رسمياً بالتفاوض.
الجهاد الإسلامي والتفاوض بشأن وقف العدوان
أشار الهندي إلى أن حركة الجهاد هي جزء أساسي من المفاوضات المتعلقة بوقف العدوان على غزة، وأن هناك مشاورات مستمرة مع حركة حماس لتحقيق هذا الهدف.
كما أضاف أنه قد أُجريت لقاءات مهمة بين قيادات من الحركتين في القاهرة الأسبوع الماضي، بهدف التنسيق حول وقف العدوان وملف صفقة تبادل الأسرى، التي تسعى الحركة إلى تحقيقها بوساطة مصرية وقطرية.
رفض التدخل الدولي في غزة
أما عن تساؤل حول إمكانية وجود قوات عربية أو دولية في غزة، أكد الهندي أن هذا الأمر غير مطروح إطلاقًا، وأوضح أن حركة الجهاد ترفض تمامًا وجود أي قوات خارجية في القطاع، سواء كانت عربية أو دولية، خاصةً في محاور مثل صلاح الدين أو معبر رفح، وأضاف أن النقاشات الحالية تركز على انسحاب تدريجي من بعض المحاور العسكرية مثل صلاح الدين ونتساريم.
اليوم التالي للحرب.. إعادة الإعمار وتحديات السلطة الفلسطينية
أكد الهندي أن حركة الجهاد تضع أولوياتها في معركة إغاثة الشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار القطاع.
وفي هذا السياق، تحدث عن محاولات مصر لتشكيل حكومة توافقية بين الضفة وغزة لإدارة المرحلة المقبلة، في ظل رفض السلطة الفلسطينية لهذا الطرح.
كما أضاف أن "لجنة الإسناد" التي تم تشكيلها تحت إشراف مصر تهدف إلى تنسيق الجهود الإنسانية والإغاثية، ولكن الحركة لا تشارك في هذه اللجنة التي تتكون من خبراء مستقلين، في حين أنها تدعم التوجه المصري بهذا الشأن.
علاقة الجهاد الإسلامي بحركة حماس وفتح
أما بشأن العلاقة مع حركة حماس، فقد أشار الهندي إلى أن العلاقة بين الحركتين في أفضل حالاتها، وأنهما في مقدمة الصفوف لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
كما أكد على العلاقات الوثيقة مع مجاهدي شهداء الأقصى في الضفة الغربية وغزة.
ومع ذلك أشار إلى التوتر في العلاقة مع السلطة الفلسطينية بسبب عدوانها ضد المقاومة في مخيم جنين، وهو ما أسفر عن تدهور العلاقات بين الطرفين.
التغيرات الإقليمية وتأثيرها على القضية الفلسطينية
تناول الهندي في حديثه، مع العربي الجديد، التغيرات الإقليمية الأخيرة، مؤكدًا أن إسرائيل تمثل مشروعًا استعماريا غربيًا يهدف إلى الهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها.
وأوضح أن إسرائيل تستخدم جميع الوسائل المتاحة لتفتيت المنطقة، مشيرًا إلى أنها تسعى إلى ضرب وحدة الأمة العربية والإسلامية.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن أي تطور إيجابي في المنطقة سيصب في مصلحة القضية الفلسطينية، مبرزًا الدور المهم الذي تلعبه إيران وحركات المقاومة الأخرى في دعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.
التنسيق مع محور المقاومة
شدد الهندي على أن التنسيق بين حركة الجهاد الإسلامي ومحور المقاومة، بما في ذلك لبنان واليمن، لا يزال قائمًا وبقوة.
وأكد أن الدعم المستمر من محور المقاومة، سواء على الأرض أو في المجال السياسي والإعلامي، يعكس التزام جميع أطراف المقاومة بالقضية الفلسطينية.
وأضاف أن معركة فلسطين هي معركة كل الأحرار في الأمة العربية والإسلامية، وأن أي دولة تحاول تجاوز الهيمنة الغربية ستدعم بقوة الحق الفلسطيني في نضاله من أجل التحرير.