أطلقت جماعة الاخوان المسلمون، مشروعا بعنوان “رسوخ” والذي يهدف إلى الحفاظ على وترسيخ ثوابت الجماعة وأصولها وأركانها من كل محاولات تغيير هويتها أو تحويل مسارها، والتأكد على مؤسسية هيكلها ومبادئها ودعم الشباب.

ويتبنّى مشروع “رسوخ”، التعريف والتأصيل لثوابت الجماعة، ومرتكزات العمل من خلالها، ومقومات البناء والالتزام والاستمرارية للدعوة.
وهو بمثابة “إعادة للبيعة التي تعاهد عليها الإخوان المسلمون في مناشطهم وأعمالهم".

وقالت الجماعة: إن المشروع ضمن امتداد الدعوة المستمر عبر الزمن بجذورها الراسخة وغرسها إسعاد البشرية بمنهج ربها وفكرة بدأها “الإمام المؤسس” وسار بها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في ظل واقع مضطرب.

وكان المشروع قد انطلق بمؤتمر تعريفي بثه تليفزيون وطن في 27 ديسمبر 2024م.
وسوف تستمر فعاليات مرحلة التعريف والإعلان حتى منتصف شهر يناير 2025م، على أن تبدأ بعدها الفعاليات الخاصة بالصف، للتأكيد على ثوابت الجماعة وتعميقها لدى الأفراد والقيادة.

وفي كلمته حول “رسوخ” قال أ.د. محمود حسين، القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن “رسوخ هو مشروع يهدف إلى ترسيخ منظومة الثوابت لدى مؤسسات الجماعة والقيادة والصف”.

وشدد على أنه سيتم من خلاله “استكمال عناصر البناء وشروط التمكين مع الصامدين في الميدان والمرابطين في الثغور الذين يحملون الراية ويرخصون لدعوتهم المهج والأرواح".

و”نحفظ من خلاله ثوابتنا، ونحمي أصولنا، ونصون دعوتنا من الذوبان، ورسالتنا من الانحراف".
https://x.com/watanegypt/status/1873640168315322478

ومن كلمات الإمام البنا، التي كانت حاضرة خلال تدشين المشروع، الغاية من تأصيل الجذور، حيث قال الإمام: “نحن مدرسة عالمية، منهاجها القرآن، وإدارتها العامة مجلس الشورى العام، ناظرها العام مكتب الإرشاد، وأساتذتها ومدرسوها أعضاء مجالس الإدارة المركزية، وفصولها القرى والمدن والأندية والمساجد، وطلبتها كل من انتسب للإخوان المسلمين، وشعار هيئات الإخوان الإدارية الشورى بإبداء الرأي وتمحيص الحقائق بالمباحثة بين المجتمعين واحترام رأي الرئيس وتقديره”.
 

التمكين مصير مشروعنا الإسلامي الحضاري
   وحول أهمية الثوابت في جماعة الإخوان المسلمين، تحدث الأستاذ رجب البنا عضو مجلس شورى الإخوان المسلمين عن “ثلاثة أمور حيوية لتحقيق نهضة أمتنا”، مؤكدا أن الثوابت في جماعة الإخوان المسلمين مهمتها حفظ الجماعة، و”كل منا ينبغي أن يكون حارسًا أمينًا على دعوته”.

وقال الأستاذ رجب البنا: “نعتقد اعتقادًا أثبت من الرواسي وأعمق من خفايا الضمائر أن مشروعنا الإسلامي الحضاري سينتصر في النهاية بإذن الله تعالى، وسيكتب له التمكين هذا وعد الله عز وجل

وشدد على دور “الثوابت في قوام الأشياء”، باعتبار أنها “تحافظ على استقرار الكون والأنظمة الطبيعية، كما يظهر في قوله تعالى: “كل في فلك يسبحون.”

و”الثوابت في الإسلام” التي تشمل أركان الإيمان، أركان الإسلام، أمّهات الأخلاق، وقطعي الشريعة. هذه الثوابت تضمن بقاء الإسلام واحدًا كما يعرفه المسلمون.

و”الثوابت في الإنسان”، التي تحافظ على كيان الإنسان وهويته، مما يجعله يستمر كإنسان متماسك ومتوازن.

و”أهمية الثوابت لجماعة الإخوان المسلمين”، حيث تحمي الجماعة من الانشقاق الداخلي، وتدعم تماسك أعضائها.

و”التلاحم عبر الأجيال”، حيث تضمن الثوابت ترابط الأجيال حول الدعوة واستمرارها خلف الفكرة دون تحريف أو مساومة.

و”ديمومة الجماعة”، بفضل التمسك بالثوابت، استمرت جماعة الإخوان المسلمين لما يقرب من قرن، مما يعكس أهمية الالتزام بهذه المبادئ.
 

تلاحم الأجيال
   وقد نشر د. طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، تعريفًا بالمشروع، ومنه رسوخ الجذور وهو ضمن مشروع “رسوخ .. بناء والتزام واستمرارية”، مؤكدا أهمية الثوابت والأصول كرسوخ بناء والتزام واستمرارية

وقال: إن منظومة الثوابت والأصول ضرورية في تاريخ الدعوة وواقعها ومستقبلها، فهي التي تضمن تلاحم الأجيال حول الدعوة وترابطهم خلف الفكرة دون تفريط أو مساومة، وهي التي تحافظ على كيان الدعوة وديمومة وجودها مع تنوع الزمان والمكان والعوائد والأعراف.

ودعا د. طلعت فهمي إلى تجديد بيعة مع الله عمادها الفهم وروحها الإخلاص، وعدتها العمل والجهاد والتضحية، وضابطها الطاعة والتجرد والثبات. ولحمتها الأخوة والثقة

وشدد على أن الثوابت والأصول هي أصول كلية وقواعد حاكمة ذات طابع دائم ومستقر وتمثل عنصرًا أساسيًا في استمرارية الدعوة وضمان تلاحم الأجيال حولها، مما يحافظ على ترابطهم خلف الفكرة دون تفريط أو مساومة.

وتعمل الثوابت على حماية كيان الدعوة وديمومتها بغض النظر عن تنوع الزمان والمكان، كما أنها تضبط السلوك وتوحد شعور الجماعة.

وحذر من مخاطر التلاعب بالثوابت مشيرا إلى أن “محاولة هدم الدعوة تبدأ بالتلاعب في أصولها وثوابتها، مما يؤدي إلى زعزعة كيانها”.

ودعا إلى الالتزام ببيعة مع الله عمادها الفهم والإخلاص، ووسائلها العمل والجهاد، مع التمسك بالثوابت لخلق مناخ من الربانية، القدوة، والتكافل لتحقيق الإنجاز وإرشاد المجتمع

شاهد:
https://t.me/ikhwan2819/90


تحديات المرأة والشباب
   وخلال المؤتمر قالت الداعية الإسلامية جيهان عقل: “لن ننسى أخوات لنا واجهن الصعاب ووقفن صامدات أمام الريح العاتية كالجبال الراسيات، فخلفن أزواجهن في أبنائهم، بل ووقفن أمام طوفان الباطل بثبات منقطع المثيل، دون أن يمنعهن جهادهن عن الانخراط في ميادين التربية والبناء ليكن الحصن الذي يحمي البيوت عند النوائب ويحفظها في الأزمات، ويحملن العبء الأكبر في صناعة الرجال وبناء الأجيال، لتظل الراية مرفوعة إلى أن يظهرها الله أو نهلك دونها”.

وقال أحمد عاطف وهو من شباب جماعة الإخوان المسلمين: “لقد أسس الإمام الشهيد حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في ظرف استثنائي، ووسط تحديات كبيرة كانت تتعرض لها الأمة الإسلامية على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والفكرية، ولكنه خاض غمار الواقع بلا يأس أو فتور، وانطلق يبشر بدعوة الإسلام في العصر الحديث”.

وقال عاطف: “إننا ونحن أبناء هذا الجيل الجديد نجد أنفسنا على طريق هذه الدعوة المباركة نقف في القلب منها لنكون بحمد الله امتدادًا لأجيال سبقتنا بالإيمان، تعلمنا منها وما زلنا، ونهلنا من معين تجاربها وما زلنا، وتلمسنا منها ثوابت دعوتنا وما زلنا”.