زار شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على رأس وفد رفيع المستوى للتهنئة بأعياد الميلاد. ضم الوفد وزير الأوقاف أسامة الأزهري، ومفتي الديار المصرية نظير عياد، ووكيل الأزهر محمد الضويني، ورئيس جامعة الأزهر سلامة داوود.
وفي كلمته خلال اللقاء، شدد الإمام الأكبر على الوحدة الوطنية بين المصريين مسلمين ومسيحيين، مستعرضاً المعاني الإنسانية المشتركة التي تبرزها المناسبات الدينية.
كما أطلق نداءً إنسانياً للعالم بضرورة وقف معاناة أهالي قطاع غزة، قائلاً: "لا يمكن أن نفرح وإخواننا في غزة يطعمون الموت بدلاً من الطعام والشراب، ويتجرعون مرارة الفقد والإبادة الجماعية، في ظل صمت عالمي مخزٍ وغير مسبوق".
وأوضح شيخ الأزهر أن استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية للقطاع، خاصة مع الظروف الجوية القاسية، يعكس "سلوكاً معادياً للإنسانية"، متسائلاً عن دور الهيئات الدولية التي وجدت لحفظ السلام، لكنها "عجزت عن اتخاذ موقف حاسم لوقف نزيف دماء الأبرياء في غزة".
وفي ذات السياق، أشاد البابا تواضروس الثاني بالزيارة، واصفاً إياها بأنها "تجسيد للروح الأخوية التي تجمع المصريين".
كما تمنى أن تعود أعياد الميلاد بالخير والسلام على العالم، مؤكداً أن "السلام لا يمكن صناعته وسط القلوب الممتلئة بالشر، وأن التسامح والإخلاص هما أساس بناء عالم مستقر".
وأضاف البابا أن التحديات التي يواجهها العالم، مثل الإلحاد وارتفاع وتيرة العنف والصراعات، تستدعي تعزيز القيم الإنسانية المشتركة والعمل على الحد من المآسي التي تمزق الإنسانية.
غزة بين الموت والجوع
وفي سياق مرتبط، تتفاقم معاناة أهالي قطاع غزة مع استمرار الحصار الصهيوني، الذي أدى إلى أزمة إنسانية خانقة خاصة في شمال القطاع.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الصهيوني ارتكب أربع مجازر خلال الـ24 ساعة الأخيرة، أسفرت عن استشهاد 59 شخصاً وإصابة 273 آخرين.
وارتفعت حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 45,717 شهيداً و108,856 مصاباً.