تعاني محافظة أسوان، المعروفة ببحيرة السد العالي، من أزمة مياه خانقة أثارت استياء شعبيًا واسعًا بعد أن تجاوز انقطاع المياه عن بعض الأحياء، مثل حي المحمودية، وحاجز السبعة أيام.
هذا الانقطاع غير المسبوق ألقى بظلاله الثقيلة على حياة المواطنين، مما كشف عن أوجه قصور حكومي في إدارة واحدة من أكثر الخدمات حيوية.

الأزمة بدأت دون إنذار مسبق، ومع مرور الأيام، ظل الصمت الحكومي سيد الموقف، لا توضيحات أو تصريحات رسمية تشرح السبب الحقيقي وراء هذا الانقطاع أو تقدم جدولًا زمنيًا لعودة المياه.
وبينما غرق المواطنون في المعاناة، تصاعدت الدعوات الشعبية إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا التقصير الذي طال أبسط حقوق الإنسان: حقه في الحصول على المياه.
 

احتجاجات في الشوارع... وغضب بلا استجابة
   لم يتردد أهالي أسوان في التعبير عن استيائهم من خلال مظاهرات واعتصامات، مطالبين بحل عاجل للأزمة التي عرقلت حياتهم اليومية.
في المقابل، لم تجد نداءاتهم سوى التجاهل، مما زاد الغضب الشعبي اشتعالًا.

"وعدونا بعودة المياه سريعًا، ولكن كل ما حصلنا عليه كان وعودًا كاذبة"، هكذا وصف أحد سكان حي المحمودية الوضع، وتتكرر الأزمات، ويتكرر الصمت الرسمي، وكأن المعاناة باتت روتينًا يوميًا في حياة الأهالي.
 

انعكاسات الأزمة على مختلف القطاعات
   لم يتوقف تأثير انقطاع المياه عند المنازل، بل امتد ليشمل المنشآت العامة والخدمية، مما أدى إلى توقف بعض الخدمات الأساسية وزيادة معاناة المواطنين، المستشفيات، والمدارس، وحتى المنشآت الاقتصادية، باتت جميعها تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب غياب المياه.

يقول أحد المتظاهرين: "الحياة أصبحت مستحيلة هنا، حتى أبسط احتياجاتنا اليومية أصبحت عبئًا".
 

المسؤولون في قفص الاتهام
   تصاعدت الدعوات الشعبية لإقالة المسؤولين في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، يتهم المواطنون هؤلاء المسؤولين بعدم الكفاءة وإهمالهم في أداء مهامهم الأساسية.

الغضب ازداد حدّة بعدما تردد أن محافظ أسوان كان في إجازة بالقاهرة خلال ذروة الأزمة، فيما سأل أحد المحتجين: "كيف للمسؤول الأول عن المحافظة أن يغيب في وقت كهذا؟ هذا تصرف لا يمكن تبريره".
 

أزمة تضع الحكومة في موقف محرج
   
تكرار مثل هذه الأزمات يعكس ضعف التخطيط وسوء الإدارة. فالانقطاعات ليست وليدة اليوم، لكنها نتيجة تراكم سنوات من الإهمال وغياب الحلول المستدامة.

تساءل أحد النشطاء: "إذا كانت الحكومة عاجزة عن توفير المياه في محافظة مثل أسوان، فما الذي يمكنها تقديمه في الأزمات الكبرى؟".