في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الصهيونية، كشفت عن خطوات متسارعة تتخذها سلطات الاحتلال لتعزيز علاقاتها مع اليونان، فيما وصفه بعض المراقبين بمحاولة للرد على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
هذه الخطوات تركز على توسيع التعاون في مجالات الطاقة والدفاع، مما يُثير تساؤلات حول الأبعاد السياسية لهذه التحركات.
زيارة استراتيجية لتعزيز الطاقة
أجرى وزير الطاقة الصهيوني إيلي كوهين زيارة قصيرة إلى اليونان، حيث التقى بنظيره اليوناني ثيودوروس سكيلاكيس ووقعا اتفاقية لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي.
كما تناولت الاتفاقية مشروع الكابل الكهربائي تحت البحر الذي سيربط الكيان الصهيوني بشبكة الكهرباء الأوروبية، مما يعزز الربط الإقليمي للطاقة.
وأكد كوهين أن التعاون يشمل تطوير ممرات الطاقة والبنية التحتية التي تربط آسيا بأوروبا عبر إسرائيل واليونان.
التعاون الأمني والتوترات مع تركيا
في سياق موازٍ، تتقدم خطط التعاون الأمني بين الاحتلال الصهيوني واليونان، حيث كشف وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس عن خطة شاملة لإنشاء نظام دفاع جوي يغطي جميع الأراضي اليونانية بالتعاون مع الاحتلال الصهيوني.
وتشمل الخطة استثمارًا بقيمة 2 مليار يورو لتطوير أنظمة دفاعية متقدمة، بما في ذلك مشروع يُطلق عليه "القبة الحديدية اليونانية".
من جانبه، أشار الدكتور شاي إيتان كوهين ينروجيك، خبير العلاقات الدولية من جامعة تل أبيب، إلى أن تركيا تعتبر تعزيز العلاقات بين الاحتلال الصهيوني واليونان تهديدًا مباشرًا لها.
وقال: "تركيا ترى في التعاون الأمني بين إسرائيل واليونان تهديدًا مشتركًا مثل هذه الخطوات تثير قلق أنقرة بشكل كبير".
الرد التركي وتصاعد التوترات
لم تتأخر أنقرة في الرد على التحركات الصهيونية-اليونانية، فقد انتقدت وسائل الإعلام التركية هذه الاتفاقيات، ووصفت صحيفة "تقويم" الخطة بأنها "تحالف دفاعي ضد تركيا".
بينما قالت صحيفة "يني شفق" أن اليونان تحاول تعزيز قدراتها خوفًا من تصاعد النفوذ التركي في المنطقة.
وفي سياق متصل، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده تعمل على تطوير نظام دفاع جوي مماثل يُسمى "القبة الفولاذية"، مؤكدًا أن تركيا جاهزة للرد على أي تهديدات محتملة.
"إذا كانت لديهم قبة حديدية، فلدينا قبة فولاذية"، هكذا علّق أردوغان، مُشيرًا إلى أن تركيا لن تتوانى عن حماية مصالحها.
السياق الإقليمي والدولي
تُشير التحركات الصهيونية-اليونانية إلى واقع جديد في المنطقة، حيث تسعى سلطات الاحتلال لتعزيز تحالفاتها الإقليمية في مواجهة تركيا، خاصة في ضوء التوترات المستمرة في شرق المتوسط.
كما أن التعاون في مجال الطاقة يُعد خطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد الأوروبي على مصادر الطاقة التقليدية وتوفير بدائل جديدة.