تعامل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع الحرب الروسية-الأوكرانية هو من أبرز التحديات التي تواجه سياسته الخارجية.
خلال حملته، أكد ترامب قدرته على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، لكن أول مكالمة أجراها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد الفوز أثارت الجدل، خاصة بمشاركة إيلون ماسك، المعروف بتركيزه على الصين بدلاً من روسيا. 

لم يقدم ترامب تفاصيل واضحة حول كيفية إنهاء هذا الصراع المعقد، فيما أثارت شائعات عن خطة لوقف إطلاق النار تحت مراقبة دولية شكوكًا بشأن القبول الروسي لهذا الحل، خصوصًا مع تقارير تفيد بتقدم الجيش الروسي على الأرض وتراجع القوات الأوكرانية.

توجد مخاوف في أوروبا وأوكرانيا من أن إدارة ترامب الجديدة قد تترك الملف الأوكراني لأوروبا لتوجيه اهتمامها إلى الشرق الأوسط وآسيا، مع التركيز على الصراع مع الصين وإيران.
هذه المخاوف تعززها أزمات داخلية في أوروبا، مثل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة في فرنسا وألمانيا، مما يجعل القارة أقل قدرة على مواجهة التحديات العسكرية والسياسية.

ومن جهة أخرى، أقدمت إدارة بايدن على خطوات مثيرة للجدل، منها السماح باستخدام صواريخ "أتاكمز" ضد الأراضي الروسية، ما يثير تساؤلات حول أهداف هذه الخطوة قبيل انتهاء ولاية بايدن.
البعض يرى أنها تهدف إلى تقييد ترامب بخيارات محدودة وإجباره على الاستمرار في الحرب، بينما يرى آخرون أنها قد تمنحه نفوذًا في المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في الوقت نفسه، تحذر تحركات ترامب من عودة سياسات الحرب الباردة بفضل فريق سياسته الخارجية المكون من شخصيات ذات توجهات عدائية واضحة.
لكن التحدي الأكبر الذي يواجه ترامب هو التخلص من العقلية السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية، والتي افترضت أن الخصوم سيتبعون دائمًا قواعد اللعبة الأمريكية.

فيما يتعلق بروسيا، أظهرت موسكو مرونة في التعامل مع الضغوط الغربية من دون الوقوع في فخ التصعيد، مستخدمة صواريخ فرط صوتية لإظهار قوتها التكنولوجية وتجنب مواجهة مباشرة.
هذه الخطوة تسلط الضوء على تأخر الناتو في تبني تقنيات متقدمة، ما يعيد الكرة إلى ملعب الغرب.

في نهاية المطاف، تبدو الحاجة إلى حل تفاوضي سريع وواقعي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لكن نجاح ذلك يعتمد على قدرة ترامب وبوتين على تجاوز إرث التصعيد والنظر في مصالح الجميع.
يبقى السؤال ما إذا كان الطرفان سيجدان أرضية مشتركة أم ستظل الأزمة نقطة انقسام عالمي.

https://www.middleeasteye.net/opinion/russia-ukraine-war-trump-finally-end-it