حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة، على إجراء إصلاح شامل للأمم المتحدة، مؤكدًا أن مصير ما يقرب من 200 دولة في جميع أنحاء العالم لا يمكن تركه في أيدي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، حسبما ذكرت وكالة الأناضول.
وقال أردوغان في خطاب أمام منتدى تي آر تي العالمي في إسطنبول: "يجب إصلاح الأمم المتحدة بشكل شامل. لا يمكن ترك العالم تحت رحمة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. لا يمكن ترك مصير 194 دولة في أيدي أو شفاه أحد هذه الدول الخمس الدائمة العضوية".
لطالما ندد أردوغان بنظام الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن - والذي بموجبه تستطيع هذه الدول استخدام حق النقض بمفردها ضد القرارات المهمة - قائلاً: "العالم أكبر من خمسة".
وأكد أردوغان على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة، مشيرا أيضا إلى قائمة التغييرات التي تم إدخالها بالفعل على النظام الحالي، بما في ذلك إنشاء المحكمة الجنائية الدولية ومبادرة تحالف الحضارات من قبل تركيا وإسبانيا، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في أعقاب الهجمات الإرهابية عام 2001 على الولايات المتحدة.
وقال إن المنافسة بين الدول من التجارة إلى الدبلوماسية تزداد تدميرا وعدوانية كل يوم، وأضاف أن البشرية عند "نقطة تحول".
وأكد أردوغان "أن الأحداث تجري والتي لن تؤثر فقط على السنوات الخمس إلى العشر القادمة ولكن أيضًا على مستقبل أحفادنا".
وشدد على أن الأزمات الإنسانية المستمرة في العديد من المناطق تكشف بشكل حاد عن هشاشة النظام العالمي الحالي، مضيفًا أن كل أزمة هي أيضا "نافذة فرصة" للعدالة والسلام والهدوء والأمن والاستقرار.
وأوضح أن "الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي ستدخل عامها الرابع قريبًا، أظهرت لنا ضعف النظام الدولي القائم على القواعد".
فشل النظام العالمي في اختبار غزة
وقال أردوغان إن القيم الإنسانية لم تختبر في غزة فحسب، بل وأيضًا موثوقية النظام العالمي، الأمم المتحدة، مضيفاً أن أياً منهما لم ينجح.
وأضاف أردوغان في إشارة إلى كيف أن شعور الدول الغربية بالذنب إزاء الهولوكوست جعلها تتراجع عن انتقاد إسرائيل، التي ترتكب الإبادة الجماعية في غزة منذ أكثر من عام الآن: "لقد سُمح بالكارثة الإنسانية بسبب العار الذي خلفته المحرقة، لكن هذا طريق مسدود، هذه كارثة".
وتساءل: "هل يمكننا أن نقول "هذا ليس من شأننا" في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يعرض للخطر ليس فقط مواطنيها بل وكل من يعيش في المنطقة؟".
وتساءل: "عندما يكون هناك سلام، عندما نستطيع أن نعيش معاً في سلام، لماذا هذه الدماء والصراعات والحرب؟ إذا لم نتحرك اليوم، فمتى سنتحرك؟".
واعتقد الزعيم التركي أن آلام المضطهدين في غزة وفلسطين ولبنان هي آلامنا، مضيفًا أن "الموافقة على الظلم هي ظلم"، في إشارة إلى داعمي الإبادة الجماعية والسياسات القمعية الإسرائيلية.
وجدد أردوغان دعوته لوقف إطلاق نار مستدام في غزة، وقال إن هذا ما كانت تركيا تدعو إليه منذ اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي على القطاع، والذي بدأ قبل أكثر من 13 شهرًا.
كما أعرب عن استعداده لاتخاذ زمام المبادرة لوقف الحرب في غزة وفتح الطريق أمام سلام دائم.
وأضاف أن أنقرة تفعل ما تفعله من أجل السلام والعدالة والأمان في المنطقة بأكملها.
مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق "مهمة للغاية"
وأقر أردوغان أنه على مر التاريخ، كانت الأمة التركية دائمًا تفتح "أبوابها على مصراعيها" لأي شخص واجه الظلم، سواء كان يهوديًا أو مسيحيًا. وأكد أن بلاده تعتبر مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين قادوا حرب غزة الجارية "مهمة للغاية".