في إطار بحثها المستمر عن الاقتصاد أو السوق الموازي، تتكاثر التصريحات التي تكشف عن هذا التوجه من الانقلاب، حيث استضاف عمرو أديب هشام عز العرب الرئيس التنفيذي لبنك CIB وقال: “عندنا مشكلة في الاقتصاد الموازي أو غير الرسمي والحصيلة الضريبية أو عدد دافعي الضرائب..”

وأثار قرار مصلحة الضرائب المصرية بإلزام “البلوجرز” و”اليوتيوبرز” بإثبات التكاليف التي تتعلق بالتعاون مع مزاولي العمل الحر من الذين يشاركونهم في إعداد فيديوهات، جدلا واستياء بين صناع المحتوى، في ظل صعوبة تطبيق القرار الذي يرتبط بآلاف العاملين في تصميم الفيديوهات ومراجعتها وتجهيزها للبث دون أن يكون لدى هؤلاء وعاء لإثبات حجم التعاملات معهم، وسط توقعات أن ينعكس ذلك سلبا على مضمون المحتوى الرقمي الذي يبث من مصر.

ونجحت سلطات الانقلاب في محاصرة “البلوجرز” و”اليوتيوبرز” ماليًا؛ ففي نوفمبر الجاري كشفت "جوجل"، أنها ستبدأ في إرسال أرباح صناع المحتوى في مصر بالعملة المحلية بداية من مايو 2025، وذلك ضمن خطتها لدفع العائدات بالعملات المحلية حول العالم، حيث أكدت أنها لن تدفع العائدات بالدولار الأمريكي بعد الآن في مصر، ولن تتغير القيمة التي سيحصل عليها صناع المحتوى والناشرين- التغيير الوحيد هو في الحصول على المدفوعات بالجنيه المصري بدلاً من الدولار الأمريكي.

وقالت المجموعة المصرية للمحاسبة والمراجعة  إن أنواع الضرائب المتعلقة بكل من نشاط التجارة الإلكترونية ونشاط صناعة المحتوى على الإنترنت تتمثل في ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة، موضحة أن ضريبة الدخل هى ضريبة مباشرة تفرض على صافى دخل الأشخاص الطبيعيين (المنشأة الفردية).

وتسبب القرار المفاجئ في إثارة جدلٍ واسعٍ خاصة أنه تطبيقه يبدأ من مصر فقط، ويأتي أيضا بعد فترة بسيطة من فرض نظام السيسي  ضرائب على صناع المحتوى!!

وفي أغسطس الماضي، كشفت مصلحة الضرائب في مصر عن تحصيل ضرائب بـ “2.1 مليار جنيه” من صنّاع المحتوى والمنصات المقيمة في مصر.

وقالت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية إن المصلحة حصلت ضرائب بـ4.27 مليار جنيه من التجارة الإلكترونية خلال العام المالي الماضي منها 2.1 مليار جنيه من صناع المحتوى والمنصات المقيمة في مصر.

أحمد منعم أحد الناشطين الكترونيا وعبر @ahmd_mnem انتقد هذا التوجه، وتساءل عن الأساس الذي يتم من خلاله حساب ضريبة الدخل أو الخدمة المقدمة ليحسب عليها ضريبة القيمة المضافة؟!

وأضاف أحمد أن البلوجر او اليويتوبر ليسا "..مهنة أصلاَ معترف بها وليها نقابة زي كل التخصصات .. الاستغراب أو الاعتراض على الفكرة نفسها بغض النظر عن حجم المكسب.. الضرايب بتفرض علي أي خدمة أو سلعة بتشتريها أو بتستفاد منها .. دا للأشخاص مثلا والأرباح للشركات بتدفع ضريبة عن أرباحها".

وأضاف أن ".. المفروض بيبقي في ضرر بيقع لو مادفعتش حتى لو كان الضرر دا عدم تحقيق منفعة عامة.. فايه بقي وجه الضرر اللي ممكن يحصل لو البلوجرز دول مدفعوش الفلوس دي ومين اللي هيتضرر اصلا".

واعتبر أن ".. الفكرة إن الدولة عاوزة تشارك اللقمة معاهم.. مفيش أي سبب منطقي للضريبة ولا ضرر من عدم دفعها".