أثار الشغب الذي تسبّب فيه مشجعو نادي مكابي تل أبيب الصهيوني جدلًا واسعًا في أوروبا، بعد سلسلة من الأحداث العنيفة والعبارات العنصرية التي تخللت مباريات فريقهم في كل من فرنسا وهولندا.
وقد تصاعدت الانتقادات السياسية والحقوقية لهذه التصرفات، مع مطالبات بمحاكمة المتورطين ومحاسبة المسؤولين عن التجاوزات.
اتهامات بالتحريض والشغب في فرنسا
في فرنسا، اتهم النائب رافائيل أرنو، من حزب فرنسا الأبية اليساري، مشجعي مكابي تل أبيب بتعمد إثارة الشغب خلال المباراة التي جمعت فريقهم مع المنتخب الفرنسي في ملعب سان دوني، إحدى ضواحي باريس.
وأشار أرنو -في منشور على منصة "إكس"- إلى أن هذه الأحداث لم تكن مفاجئة، متسائلًا عن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفرنسية لمنع تكرار مثل هذه التجاوزات.
من جانبه، شارك مانويل بومبارد، منسق الحزب نفسه، مقاطع مصورة تظهر اعتداء مشجعين صهاينة على فرنسيين، واصفًا الوضع بالمخزي.
وأضاف الصحفي الفرنسي إيمانويل هوارو تعقيبًا خاصًا، بعدما رفع العلم الفلسطيني في المدرجات احتجاجًا على ما وصفه بـ"الإبادة المستمرة في غزة".
تصعيد في أمستردام ودعوات للمحاكمة
وفي أمستردام، تزايد الغضب بعد تصرفات مشجعي مكابي تل أبيب خلال مباراتهم مع أياكس أمستردام في الدوري الأوروبي، حيث أطلقوا هتافات عنصرية تؤيد الإبادة في غزة، ما أثار غضب المجتمع الهولندي.
دعا شهر خان، المتحدث باسم حزب "دينك" الهولندي، إلى محاكمة المشجعين الصهاينة المتورطين، واصفًا الهتافات بأنها "مؤيدة للإبادة الجماعية".
كما اتهم رئيسة بلدية أمستردام، فيمكي هالسيما، بالتقاعس عن التعامل بحزم مع الاستفزازات.
ورغم توقيف 10 من المشجعين الإسرائيليين ليلة المباراة، إلا أن خان شدّد على ضرورة تسليمهم من الكيان الصهيوني لمحاكمتهم في هولندا إذا ثبتت إدانتهم.
وأوضح أن استمرار الحظر المفروض على الاحتجاجات في أمستردام لن يمنع الحركات المؤيدة لفلسطين من التعبير عن غضبها إزاء ما يحدث في غزة.
الشغب يمتد إلى الشوارع
شهدت مباراة أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب توترات عنيفة، حيث هاجم المشجعون الصهاينة الرموز الفلسطينية في المدرجات، ومزقوا الأعلام، واعتدوا على سائقين من أصول عربية.
واندلعت مواجهات أسفرت عن اعتقال 57 شخصًا، معظمهم من العرب، وسط انتقادات واسعة النطاق للشرطة الهولندية بتعاملها مع الأحداث.
وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر مشجعي النادي الصهيوني وهم يرددون عبارات تستفز مشاعر العرب والفلسطينيين، بما في ذلك التفاخر بقتل الأطفال في غزة، ما أدى إلى تصاعد الغضب العام.