فِي أَحَدِ فِيدْيُوهَاتِ الْقَسَّامِ وَأَثْنَاءَ اسْتِهْدَافِهِمْ لِإِحْدَى الْآلِيَّاتِ دَعَا أَحَدُ مُجَاهِدِي الْقَسَّامِ خِلَالَ تَنْفِيذِهِ الْعَمَلِيَّةَ بِهَذَا الدُّعَاءِ :
(اَللَّهُمَّ أَيِّدْنَا بِنَصْرِكَ وَبِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ مِصْرَ وَالْأُرْدُنِّ ، وَلَا تَحْرِمْهُمْ أَجْرَ اَلْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ)

إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ عَلَيْنَا ، لَمْ يَدْعُ عَلَى أَهْلِ مِصْرَ ، وَلَا عَلَى أَهْلِ الْأُرْدُنِّ ، وَلَوْ فَعَلَ لَكَانَ مُحِقًّا ، لَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ، بَلْ دَعَا لَهُمْ .

مَا أَعْظَمُ هَؤُلَاءِ اَلرِّجَالَ!
مَا أَنْبَلُهُمْ!
مَا أَكْرَمَهُمْ!
 

لَمْحَة:
لَوْ تَأَمَّلْنَا حَالَ مُجَاهِدِي غَزَّةَ وَدُعَاءَهُمْ وَكَلَامَهُمْ فِي هَذَا الْفِيدْيُو وَفِي الْفِيدْيُوهَاتِ الْأُخْرَى سَنَجِدُ شَيْئًا عَجِيبًا،
وَلَنْ أَذْكُرُ هُنَا الْبُطُولَةَ وَالشَّجَاعَةَ وَاقْتِحَامَ الْمَوْتِ وَمُوَاجَهَةَ الْأَهْوَالِ ، لَا ،
إنه شَيْءٌ عَجِيب:
إِنَّهُمْ يَسْتَمْتِعُونَ ،
نَعَمْ إِنِّي أَجِدُهُمْ وَأَرَاهُمْ يَسْتَمْتِعُونَ ، وَيَتَلَذَّذُونَ بِالْجِهَادِ ، وَبِاقْتِحَامِ الْأَهْوَالِ ، وَالْإِقْدَامِ عَلَى الْمَوْتِ.

إِنَّهُمْ يَسْتَمْتِعُونَ بِاقْتِحَامِ الأهْوَالِ والْإِقْدَامِ عَلَى الْمَوْتِ وَالرَّغْبَةِ فِي الْمَوْتِ ( الشَّهَادَة ).

فَكَأَنِي بِاللَّهِ رَبِّهُمْ يُمَتِّعُهُمْ بِمَا يَصْنَعُونَ فَيَتَلَذَّذُونَ وَيَسْتَمْتِعُونَ وَيَسْعَدُونَ.
وَهَذِه دَرَجَةُ بُلُوغِ الْقِمَّةِ فِي مُمَارَسَةِ الْعِبَادَةِ ، أَيِّ عِبَادَةٍ.

فَحِينَ يُؤَدِّي الْمُؤْمِنُ عِبَادَةً مَا ، الصَّلَاةَ أَوْ الصِّيَامَ أَوْ الزَّكَاةَ أَوْ غَيْرَهَا وَاجِدًا مُسْتَشْعِرًا مُتْعَةً وَلَذَّةً وَسَعَادَةً فَقَدْ بَلَغَ بِهِ رَبُّهُ أَعْلَاهَا ، وَأَكْرَمَهُ رَبُّهُ بِعَمَلِهِ أَيَّمَا كَرَمٍ ، وَذَلِكَ فَضْلٌ مِنْ اللَّهِ يُؤْتِيهِ عِبَادَهُ الصَّادِقِينَ الْمُخْلِصِينَ.

وَلَا عِبَادَةَ تَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَفِي الْحَدِيثِ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ.

فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا أَجِدُ.
ثُمَّ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للرَّجُل: أَتَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ اَلْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ ، فَتَقُومُ فَلَا تَفْتُرُ ، وَتَصُومُ فَلَا تَفْطِرُ؟

فَقَالَ اَلرَّجُلُ : وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!

فَكَيْفَ إِذَا بَلَغَ الْمُجَاهِدُ دَرَجَةَ الِاسْتِمْتَاعِ بِجِهَادِهِ وَالتَّلَذُّذِ بِهِ؟!

اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ ونَدْعُوكَ بِمَا دَعَا بِهِ أَخُونَا اَلْمُجَاهِدُ القَسَّامِيُّ:
(اَللَّهُمَّ أَيِّدْنَا بِنَصْرِكَ وَبِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ مِصْرَ وَالْأُرْدُنِّ ، وَلَا تَحْرِمْهُمْ أَجْرَ اَلْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ)
فَاسْتَجِبْ اللَّهُمَّ .

والله أعلم