شهد سوق الذهب في مصر حالة من الارتباك الكبير بين التجار نتيجة الزيادات المتتالية في الأسعار، مما دفع العديد منهم إلى اتخاذ خطوة غير معتادة بتعليق عمليات البيع والاكتفاء بشراء الذهب فقط، وفقًا لما أفاد به سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة".
وقد زادت المخاوف من ارتفاعات جديدة في سعر الذهب، مدفوعة بتوقعات بزيادة قيمة الدولار في السوق السوداء إلى ما يتجاوز 50 جنيهًا، مما يضيف المزيد من الغموض إلى السوق المحلية ويزيد من التحوط ضد الزيادات المستقبلية.
أسباب التوقف عن البيع
وذكر إمبابي أن عمليات البيع التي تتم حاليًا مقتصرة على التداولات البسيطة فقط، وهي بعيدة عن الأرصدة الأساسية لتجار الذهب الخام.
تجري هذه التعاملات على المشتريات اليومية التي يبيعها المواطنون للاستفادة من الأسعار المرتفعة، حيث يحاول التجار حماية أرصدتهم الرئيسية من تقلبات الأسعار السريعة.
وتشهد الفترة الحالية تزايدًا في الطلب على الذهب مع تحرك سعر الدولار في البنوك، ومخاوف المواطنين من استمرار ارتفاع الأسعار.
أدى نقص المعروض إلى زيادة الطلب بشكل كبير، في حين يفضل التجار التمسك بأرصدتهم وعدم بيعها بالأسعار الحالية، تحسبًا لارتفاعات إضافية.
وارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلي مؤخرً ليسجل عيار 21 خلال بداية تعاملات اليوم الثلاثاء عند 3850 جنيهًا، وقد شهدت الأوقية العالمية أيضًا حالة من التذبذب.
ويعتبر هذا الارتفاع انعكاسًا للأوضاع الاقتصادية غير المستقرة في البلاد، حيث أدى ضعف الجنيه المصري أمام الدولار إلى دفع المواطنين والتجار للجوء إلى الذهب كملاذ آمن.
ومع استمرار التوقعات بزيادة سعر الدولار، يبقى الذهب خيارًا مرغوبًا لحماية رأس المال، رغم ارتفاع الأسعار المستمر الذي يضيف أعباء جديدة على المستهلكين.
وفي ظل هذه التغيرات، يتوقع الخبراء استمرار تذبذب أسعار الذهب، مما يعزز من أزمة الثقة لدى التجار ويزيد من تعقيد السوق.
قد تدفع هذه الزيادات البعض إلى تعليق البيع بشكل كامل خلال الأيام القادمة، بانتظار استقرار الأسعار أو وضوح الرؤية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.