تشهد الساحة الدولية حالة من التوتر بعد تحرك قانوني لوقف شحنة ذخائر عسكرية محملة على سفينة شحن ألمانية راسية حاليًا في ميناء الإسكندرية بمصر، والتي كانت في طريقها إلى الاحتلال الصهيوني.
وتأتي الدعوى التي قُدمت إلى المحكمة في برلين للمطالبة بوقف الشحنة بزعم أنها قد تستخدم في ارتكاب "جرائم حرب" ضد الفلسطينيين.
تفاصيل الدعوى القضائية
قدّم محامون التماسا إلى محكمة برلين نيابة عن ثلاثة فلسطينيين من غزة، مطالبين بوقف شحنة تزن 150 طناً من المتفجرات من نوع (RDX) المخصصة لاستخدام جيش الاحتلال.
ووفقًا للدعوى، فإن هذه الذخائر قد تُستخدم كذخيرة حربية في العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين في غزة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر ويساهم في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذُكِر بالدعوى أن الشحنة مخصصة لشركة تصنيع الأسلحة التابعة للاحتلال"ألبيت سيستمز"، التي لم تعلّق على هذه الاتهامات.
موقف شركة الشحن الألمانية
أكدت شركة "لوبيكا مارين"، المالكة للسفينة الألمانية "إم في كاثرين"، أن السفينة لم يكن من المخطط لها التوقف في أي ميناء تابع للاحتلال، وأوضحت أنها قد أفرغت حمولتها مؤخرًا، دون الإفصاح عن المكان المحدد لذلك، مما يزيد من الغموض حول مسار الشحنة.
تحركات دولية ومطالب بوقف الشحنة
طالبت عدة جهات دولية من بينها حركة المقاطعة ومنظمة العفو الدولية سلطات السيسي بمنع وصول الشحنة إلى الاحتلال.
وقد صرحت منظمة العفو الدولية بأن "هناك خطرًا حقيقيًا من أن تُستخدم الشحنة في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين".
وأشارت المنظمة إلى أن مرور الشحنة عبر مصر يعرضها لخطر انتهاك اتفاقيات جنيف إذا ما تم نقل المتفجرات عبر ميناء الإسكندرية إلى الاحتلال الصهيوني.
نفي مصري للتورط العسكري مع الاحتلال
في المقابل، أصدر جيش السيسي بيانًا ينفي أي نوع من التعاون العسكري مع الاحتلال ، وأكد عدم وجود علاقة بمساعدة العمليات العسكرية للاحتلال.
ويأتي هذا التصريح وسط تقارير نشرتها وسائل الإعلام العالمية وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، مدعومة بصور أقمار صناعية تُظهر رسو السفينة في ميناء الإسكندرية.
استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة
يتزامن هذا التحرك القانوني مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي بدأ منذ أكثر من عام بمساندة الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تتعرض غزة لقصف مستمر يطال المستشفيات والمنازل المدنية والبنى التحتية، ما أسفر عن كارثة إنسانية ضخمة خلفت آلاف الشهداء والمصابين، معظمهم من الأطفال والنساء.
كما تسببت هذه الهجمات بمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى وفاة العشرات من الأطفال والمسنين بسبب نقص الاحتياجات الأساسية، فيما يعد من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.