في خضم تصاعد الأزمات المعيشية وارتفاع التحديات اليومية، تبقى مدينة كفر الدوار، بمحافظة البحيرة، مثالًا واضحًا على فشل الحكومة في تلبية أبسط احتياجات مواطنيها.
تلك المدينة، التي يزيد عدد سكانها عن مليونين ونصف نسمة، تعاني من أزمة نقل حادة ومستفحلة تؤثر على حياة أهلها بشكل يومي.
أزمة النقل العام تتفاقم
يواجه سكان كفر الدوار غيابًا تامًا لوسائل النقل العامة، مما يضطرهم للاعتماد كليًا على "التوك توك" كوسيلة وحيدة للتنقل، ومع ارتفاع أسعار هذه الوسيلة غير الرسمية، ازدادت معاناة الأسر ذات الدخل المحدود. تتراوح تكلفة الرحلة داخل المدينة بين 10 و20 جنيهًا، وهو مبلغ يثقل كاهل الكثير من الأسر، خاصةً في ظل التدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار، مما يزيد من الصعوبات المالية التي يواجهها المواطنون.
معاناة الطلاب اليومية
الطلاب في كفر الدوار يواجهون تحديات مضاعفة؛ حيث تبلغ تكلفة تنقلهم من وإلى مدارسهم أحيانًا أكثر من 50 جنيهًا يوميًا، مما يتجاوز قدرة معظم الأسر على التحمل.
هذا الواقع يُلقي بظلاله على مستقبل هؤلاء الطلاب الذين يجدون أنفسهم في مأزق يومي بين الوصول إلى مدارسهم وتحمل الأعباء المالية الباهظة.
إلى جانب التكلفة العالية، يُضاف قلق آخر يتعلق بسلامة الرحلات التي يضطر السكان لخوضها في "التوك توك"، في ظل غياب أي ضوابط أو إجراءات سلامة تضمن أمان المواطنين، لا سيما الأطفال والمراهقين.
كما أن افتقار البدائل الآمنة يزيد من المخاوف، ويضع الأهالي في موقف صعب في سبيل تلبية احتياجاتهم المعيشية الأساسية.
إهمال حكومي صارخ
بينما يعاني المواطنون من نقص حاد في وسائل النقل، تبدو الحكومة غائبة عن المشهد.
ورغم المطالبات المتكررة بإيجاد حلول، لم تبدُ أي بوادر عملية لإنشاء خطوط سير رسمية أو شبكة مواصلات ملائمة.
في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن التنمية، يتعين عليها أن تعي أن تحسين خدمات النقل العام جزء أساسي من هذه التنمية، التي تتيح حرية التنقل وتخفف من أعباء المواطنين اليومية
ازدحام وتكدس بلا حلول
تتضاعف الأزمة كلما اقترب المواطنون من مركز المدينة حيث تكتظ الشوارع بالزحام دون وسيلة نقل فعّالة تُسهم في تسهيل التنقل.
هذا الوضع يفاقم من متاعب الناس ويزيد من ضغوط الانتظار الطويلة، ما يعكس غياب التخطيط السليم وعدم اهتمام الحكومة بتوفير حلول تُسهم في تخفيف المعاناة اليومية للأهالي.
هل تتحرك الحكومة لإنقاذ الوضع؟ بينما تزداد الفوضى في وسائل النقل ويستمر استغلال بعض العاملين في "التوك توك" لاحتياجات المواطنين، يبقى الأمل ضعيفًا في حدوث تغيير ملموس.
إن المدينة بحاجة إلى خطط عاجلة واستراتيجيات فعّالة تتضمن حلولًا جذرية، وتطوير شبكة نقل عامة تضمن الأمان والراحة بأسعار معقولة تخفف من عبء التكاليف عن كاهل الأسر المتضررة.