في خطوة تعكس تصاعد التوترات بين مصر والإمارات، وتسلط الضوء على العلاقات غير المتوازنة بين البلدين، احتجزت السلطات الإماراتية لاعبي فريق الزمالك المصري في مطار أبوظبي، مما أثار موجة من الغضب والاستياء بين مشجعي الفريق والرأي العام المصري. هذه الحادثة المؤسفة تأتي في إطار ما يراه الكثيرون رسالة واضحة من الإمارات إلى النظام المصري، مفادها "نحن السادة وأنتم العبيد"، في ظل الصمت المطبق الذي أبداه المسؤولون المصريون تجاه هذا الإهانة العلنية. صمت مصري مريب رغم الجدل الكبير الذي أثارته الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجهات المصرية توضح أسباب احتجاز لاعبي الزمالك أو تسعى لحل الأزمة. هذا الصمت المريب يعكس حالة التبعية التي أصبحت مصر تعيشها تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تبدو الدولة عاجزة عن اتخاذ موقف واضح أو الدفاع عن مواطنيها في مواجهة القرارات المهينة الصادرة من دولة خليجية مثل الإمارات. العلاقات المصرية الإماراتية: تبعية لا شراكة على مدار السنوات الأخيرة، ازداد النفوذ الإماراتي في مصر بشكل ملحوظ، خاصة في المجالين الاقتصادي والسياسي. العديد من المراقبين يرون أن سياسات السيسي جعلت مصر أكثر انصياعًا لتوجهات أبوظبي، مما أضعف قدرة القاهرة على اتخاذ قرارات مستقلة تحمي سيادتها أو تدافع عن مصالحها الوطنية. حادثة احتجاز لاعبي الزمالك تمثل رمزًا لهذا الخلل العميق في العلاقة بين البلدين، حيث تستغل الإمارات هذا النفوذ لإرسال رسائل سياسية مهينة دون خوف من رد فعل مصري. هل يفقد النظام المصري احترامه أمام الشعب؟ التجاهل الرسمي للاعبين المحتجزين يثير تساؤلات حول مدى استعداد النظام المصري للدفاع عن كرامة مواطنيه. في الوقت الذي يعتبر فيه الزمالك واحدًا من أبرز الفرق الرياضية في مصر، فإن المعاملة المهينة التي تلقاها لاعبوه على يد السلطات الإماراتية، والصمت الذي تلاها، يعزز الشعور بالغضب والإحباط لدى الجمهور المصري. هذه الواقعة قد تكون مجرد جزء من صورة أوسع لانهيار مكانة مصر الإقليمية وتراجع قدرتها على فرض احترامها في المحافل الدولية. إلى أين تتجه الأمور؟ إذا استمر النظام المصري في تجاهل مثل هذه الانتهاكات المتكررة، قد تجد مصر نفسها في موقف أكثر ضعفًا على الساحة الإقليمية، حيث تتعامل معها الدول الأخرى كمجرد تابع وليس كشريك. الرسالة التي بعثتها الإمارات من خلال احتجاز لاعبي الزمالك واضحة: مصر لم تعد تمتلك القدرة على حماية حقوق مواطنيها أو الدفاع عن كرامتها في وجه الأطراف الإقليمية الأقوى. دعوات للتغيير إن الخطوة المقبلة تتطلب من المصريين أن يتحدوا في مواجهة هذا الواقع الأليم. يجب أن تكون هناك دعوات قوية لتغيير النظام الذي يقود البلاد نحو الهاوية. ينبغي للمواطنين أن يطالبوا باستعادة كرامتهم، وأن لا يسمحوا بأن تُعهد حقوقهم ومصالحهم للأطراف الخارجية. لقد آن الأوان للمواطن المصري العادي أن يعيد تقييم موقفه من الحكومة، ويطرح تساؤلات حول من يمثلهم بالفعل. هل لا يزال النظام الحالي قادرًا على الدفاع عن حقوقهم، أم أنه مجرد أداة في يد دول أخرى تسعى لتحقيق أجنداتها الخاصة على حساب الشعب المصري؟ ختاما؛ احتجاز لاعبي الزمالك في الإمارات يعكس واقعًا مؤلمًا حول التبعية والإهانة التي تعاني منها مصر تحت حكم السيسي. إن صمت المسؤولين يكشف عن فشلهم في حماية حقوق المواطنين، ويجب أن يكون دعوة للجميع للتفكير في مستقبلهم. إذا لم يتحرك الشعب المصري للدفاع عن كرامته، فإن الوضع لن يتغير، وسنستمر في رؤية مزيد من الإهانات والانتهاكات في المستقبل. لا يمكن أن تُترك الأمور هكذا، وعلى المصريين أن يرفعوا أصواتهم من أجل التغيير واستعادة حقوقهم.