قالت صحيفة هآرتس إن قراصنة يُعتقد أنهم يعملون لصالح المخابرات الإيرانية قد سربوا معلومات شخصية حساسة حصلوا عليها من اختراق حسابات لمسؤولين دفاعيين وسياسيين صهاينة، من بينهم مسؤولَين لا يزالان يشغلان مناصب رسمية.

وأوضح التقرير، الذي كتبه أومير بن يعقوب، أن المعلومات المسربة تشمل رسائل بريد إلكتروني وقائمة جهات اتصال. وقد نشرت مجموعة القراصنة المواد على موقع مخصص أنشأته، كما وضعت روابطها على قناة تليغرام الخاصة بها.

وهددت المجموعة بتسريب المزيد من المعلومات الشخصية عن مسؤولين بارزين، هما يائير غولان، رئيس الحزب الديمقراطي ونائب رئيس الأركان السابق، وكمال بنهاسي، المتحدث باسم الجيش باللغة الفارسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين الإسرائيليين يعتبرون المجموعة واحدة من العديد من أذرع شبكة الحرب السيبرانية الإيرانية، التي تركز على إدارة حملات التأثير. كما أن سلطات الاحتلال على علم بعملية الاختراق والتسريب، وكذلك المسؤولين الذين يُزعم أن حساباتهم قد تعرضت للاختراق.

وقال أحد المحققين في مديرية الاحتلال للأمن السيبراني إن “المجموعة تعمل كمنصة لتضخيم عمليات اختراق، بعضها ناجح للغاية، بينما البعض الآخر أقل نجاحاً، بهدف التأثير على الاقتصاد الصهيوني باستخدام تقنيات الحرب النفسية التي تهدف إلى بث الخوف والترهيب”.

وأوضح المحقق أن “بعض المواد المنشورة لم تأت من عمليات اختراق هذه المجموعة، بل من تسريبات سابقة متداولة عبر الإنترنت منذ سنوات، مثل صور السياسيين التي تم نشرها، وفي بعض الحالات لم يتعد الأمر تهديدات، وبالتالي لا يوجد دليل على حصول أذى”.

وأضافت هآرتس أن الاحتلال تعرض منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس عليها في 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) لفيض غير مسبوق من الهجمات الإلكترونية، مما أدى إلى تسرب كمية كبيرة من المعلومات بسبب عمليات قرصنة استهدفت وكالات حكومية عدة، بما في ذلك وزارة العدل ووزارة الدفاع ومركز أبحاث النقب النووي.

ويؤكد المحققون أن هناك مجموعات من القراصنة الإيرانيين التي تجمع المعلومات الاستخباراتية وتسبب ضرراً حقيقياً، لكن المجموعة التي تقف وراء التسريب الأخير ليست مجموعة هجوم إلكتروني عادية، بل تستخدم كحساب رقمي لحملات المعلومات والتأثير.

وفي هذا السياق، قال مصدر استخباراتي لصحيفة هآرتس إن التسريبات تمثل جزءاً من الحرب الإلكترونية الأوسع بين الاحتلال وإيران.
وأضاف قائلًا: “التأثير الإلكتروني والحرب النفسية والإذلال والترهيب والتعطيل وخلق الفوضى أصبحت الآن شائعة، المسربون جزء من هذا، ولا يقلون عن شبكات التأثير ومواقع الأخبار المزيفة. وقد شهدنا أشياء مماثلة داخل كيان الاحتلال وسنرى أشياء مماثلة في الولايات المتحدة في ظل الانتخابات الرئاسية”.