في حلقة من برنامج "كل الأبعاد" الذي يقدمه الإعلامي شريف منصور على "تلفزيون وطن"، بتاريخ الأربعاء 16 أكتوبر 2024، كشف العميد أحمد حمادة، الخبير العسكري والأمني، عن تفاصيل الخطة الإسرائيلية التي يروج لها عدد من الجنرالات لفرض السيطرة على شمال قطاع غزة. العميد حمادة أشار إلى أن الاحتلال يسعى الآن إلى جعل غزة جبهة ثانوية في صراعها المستمر منذ أكثر من عام، وتحديدًا منذ بداية "طوفان الأقصى".

   وأوضح حمادة خلال حديثه أن الحكومة الإسرائيلية تعتمد على خطة وضعها اللواء المتقاعد جيورا آيلاند، مدعومة من مجموعة من الجنرالات، تهدف إلى تفريغ شمال غزة من سكانه. "الخطة تعتمد على منع دخول أي مساعدات إنسانية أو إمدادات مادية إلى المنطقة الشمالية، مع تصعيد العمليات العسكرية لإجبار السكان على النزوح من منازلهم"، وأضاف العميد أن هذه السياسة تهدف إلى خلق بيئة غير قابلة للحياة، تجبر السكان على مغادرة المنطقة، وهو ما اعتبره حمادة نوعًا من "الحصار العسكري الإنساني".

ورغم هذه الجهود المكثفة، أكد العميد حمادة أن المقاومة الفلسطينية ما زالت صامدة في مواجهة هذه الخطة، فقد أشار إلى أن "عمليات المقاومة واشتباكاتها مع الجيش الإسرائيلي في شمال غزة تعرقل بشكل كبير تنفيذ المخططات الإسرائيلية، خاصة مع استمرار القصف المتبادل على مناطق مثل فيديروس وميرعام في غلاف غزة." كما أشار إلى "اشتباكات النقطة صفر" التي تحدث في بعض المناطق الشمالية، حيث تخوض المقاومة معارك مباشرة مع القوات الإسرائيلية.

وبالنسبة لقدرة هذه الخطة على النجاح، أشار حمادة إلى أن إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أهدافها المعلنة. فالضغط العسكري المستمر لم ينجح في إحداث التهجير الجماعي الذي كانت تأمل إسرائيل بتحقيقه، ما يعزز من أهمية صمود المقاومة في هذه المرحلة الحرجة.

وفي ختام حديثه، شدد حمادة على أن استمرار المقاومة في الشمال هو العامل الرئيسي الذي يقف في وجه تنفيذ خطة الجنرالات الإسرائيلية، وهو ما يجعل الوضع العسكري في غزة أكثر تعقيدًا بالنسبة لإسرائيل.