في مشهد يعكس عمق الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعاني منها مصر، أظهررئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي خلال وداعه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مستوى غير مسبوق من التذلل والانكسار، مما يثير التساؤلات حول كرامة الدولة المصرية ومكانتها الإقليمية. هذا المشهد لم يكن مجرد تعبير عن العلاقات الثنائية، بل كان بمثابة تجسيد لفشل السيسي في الحفاظ على سيادة بلاده، حيث أصبح النظام يتوسل المال والديون على حساب كرامة الشعب المصري. التذلل السياسي تُعتبر الزيارة التي قام بها بن سلمان إلى مصر، والتصريحات التي أدلى بها السيسي خلال وداعه، تجسيدًا للصورة المأساوية التي وصلت إليها البلاد. فبدلاً من أن تكون مصر لاعبًا رئيسيًا في المنطقة، أصبح السيسي يجر البلاد إلى حالة من الذل والاستسلام. التصريحات التي أطلقها السيسي تعكس حالة من الاستجداء، حيث أكد على العلاقات الوثيقة بين البلدين، ولكن في حقيقة الأمر، كان ذلك مجرد تمويه عن عجزه عن إيجاد حلول للأزمات التي تعاني منها مصر. فشل السياسات الاقتصادية تسعى الحكومة المصرية إلى تحقيق استقرار اقتصادي من خلال الاعتماد على قروض ومنح من دول الخليج، بما في ذلك السعودية. لكن هذه السياسات أدت إلى تفاقم الأوضاع، حيث أصبح الاقتصاد المصري مرتبطًا بشكل كامل بمساعدات خارجية. ومع ذلك، فإن هذه المساعدات لا تأتي دون ثمن، إذ تُفرض على مصر شروط صارمة تتعلق بالسياسات الاقتصادية، مما يُعزز من تبعية البلاد. حالة الذل الوطنية هذا الوضع ليس فقط اقتصاديًا، بل إنه يعكس حالة من الذل الوطني، حيث يجد المصريون أنفسهم في موقف يُجبرهم على قبول شروط خارجية قد تهدد سيادتهم. لقد أصبح واضحًا أن السيسي، في سعيه للحصول على الدعم المالي، يتجاهل المصلحة الوطنية ويتبع سياسات تضر بمصالح البلاد على المدى الطويل. أعباء الديون تشير التقارير إلى أن الدين الخارجي لمصر وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مما يهدد استقرار البلاد. وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن السيسي غير قادر على اتخاذ قرارات استراتيجية لتحسين الوضع الاقتصادي، بل إنه مستمر في استجداء المساعدات من الدول الأخرى، مما يزيد من تفاقم الأعباء المالية على الشعب المصري. الاستسلام للضغوط الخارجية عندما يستقبل السيسي ولي العهد السعودي بهذه الطريقة المتذللة، فإنه يرسل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن مصر أصبحت غير قادرة على الدفاع عن مصالحها الوطنية. هذه الصورة تجعل من السهل على القوى الأجنبية استغلال الوضع لمزيد من الضغط على الحكومة المصرية، مما يُعيق أي فرص لتحقيق استقلالية سياسية واقتصادية. الدعم الشعبي ومطالبة التغيير يأتي كل هذا في وقت يحتاج فيه الشعب المصري إلى دعم قوي من حكومته لتحسين الأوضاع المعيشية. إن حالة الإذلال التي تمر بها البلاد تتطلب وقفة جادة من جميع القوى الوطنية للضغط على النظام الحالي لتغيير سياساته. على المصريين أن يدركوا أن الاعتماد على الخارج لن يحل مشكلاتهم، بل سيفاقمها. ختاما؛ إن مشهد وداع السيسي لبن سلمان لم يكن مجرد مناسبة دبلوماسية، بل كان تجسيدًا للانكسار الوطني الذي تعاني منه مصر. لقد بات من الضروري أن يعيد السيسي النظر في سياساته، وأن يسعى لبناء علاقة تعتمد على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وليس على الخزي والتذلل. إن كرامة مصر تحتاج إلى استعادة من خلال اتخاذ خطوات جريئة نحو الاستقلالية، بعيدًا عن الاعتماد على الديون والمساعدات الخارجية. في النهاية، لا بد من الإقرار بأن الوقت قد حان لتغيير هذه الديناميكيات، وإعادة بناء الوطن على أسس من الكرامة والاحترام، بعيدًا عن العبودية للمال والديون التي تجر البلاد إلى هاوية من الذل. مصر تستحق أكثر من ذلك، ويجب أن يستعيد المصريون حقهم في السيادة والكرامة.