في ذكرى وفاة محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، نستذكر شخصية تركت بصمة عميقة في الحياة السياسية والاجتماعية المصرية، وكان لها تأثير كبير في مسار الحركة الإسلامية والوطنية. مسيرة الجهاد والتضحية وُلد محمد مهدي عاكف في 12 يوليو 1928 بمحافظة الدقهلية، وتربى في كنف أسرة متدينة وواعية. التحق بالإخوان المسلمين في شبابه المبكر، وشارك في العديد من الأنشطة الطلابية والوطنية. كان عاكف من المجاهدين الذين شاركوا في حرب فلسطين عام 1948، حيث قاتل في صفوف كتائب الإخوان المسلمين ضد الاحتلال الصهيوني، مما جعله رمزا للنضال والجهاد في سبيل القضية الفلسطينية. قيادة جماعة الإخوان المسلمين في عام 2004، تولى عاكف منصب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خلفًا لمصطفى مشهور. وخلال فترة قيادته، واجهت الجماعة العديد من التحديات، منها تضييق النظام السياسي واعتقالات واسعة لأعضائها. وعلى الرغم من هذه التحديات، استطاع عاكف أن يحافظ على وحدة الجماعة وتماسكها، وأن يعزز من دورها الاجتماعي والسياسي، مما ساهم في زيادة شعبية الجماعة في المجتمع المصري. دور عاكف في المجتمع المصري لم يكن محمد مهدي عاكف مجرد قائد لجماعة الإخوان المسلمين، بل كان مثقفًا وعالمًا، يسعى دائمًا لنشر القيم الإسلامية وتعزيز الأخلاق في المجتمع. شارك في تأسيس العديد من المؤسسات الاجتماعية والخيرية التي أسهمت في دعم الفقراء والمحتاجين، وسعى دائما لدعم قضايا الأمة الإسلامية. الاستشهاد في سجون الانقلاب بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي في انقلاب يوليو 2013، واجهت جماعة الإخوان المسلمين حملة قمع شديدة، وتم اعتقال العديد من قياداتها وأعضائها، بما فيهم محمد مهدي عاكف. تم القبض عليه في يوليو 2013، وتعرض لمعاملة قاسية في السجن، رغم كبر سنه ووضعه الصحي الحرج. رفض النظام الإفراج عنه رغم مطالبة منظمات حقوقية دولية ومحلية بذلك. توفي محمد مهدي عاكف في 22 سبتمبر 2017 داخل سجن العقرب، بعد صراع طويل مع المرض والإهمال الطبي المتعمد، ليكون شهيدًا للظلم والقهر الذي يمارسه النظام العسكري ضد معارضيه. جاءت وفاته بمثابة صدمة لمؤيديه ومحبيه، وأثارت استنكارًا واسعًا على مستوى العالم، خاصة لما رافق وفاته من إهمال وتجاهل لحقوق الإنسان الأساسية. إرث محمد مهدي عاكف ترك محمد مهدي عاكف إرثًا نضاليًا وتربويًا كبيرًا، وأصبح رمزًا للصمود والتضحية في وجه الظلم والاستبداد. مثّلت حياته ومسيرته مصدر إلهام للكثير من الشباب والمثقفين، وشهد له الأصدقاء والخصوم على حد سواء بالصلابة والإخلاص والوفاء لقيمه ومبادئه. في ذكرى وفاته، يستمر تأثير محمد مهدي عاكف في عقول وقلوب الملايين، ويبقى اسمه رمزًا للأمل والنضال في سبيل العدالة والحرية.