يتناول كثير من المراقبين اسم الساحل الشمالي اجتماعيا بمعنى التمييز أو التصنيف والعقد النفسية والطبقية وغيرها من التعبيرات والمصطلحات الدالة على أزمة في منطقة سياحية حولته من مصيف للاستجمام والراحة النفسية إلى مكان للتنافس على الأكبر والأطول والأغنى والأكثر إنفاقا..
أما أحدث أفكار مدينة العلمين فكان أول عرض أزياء للكلاب في مصر ضمن مهرجان العلمين الجديدة الذي حضر افتتاحه السيسي ومحمد بن زايد.
ومن الكواشف، عن ذلك ما يكتبه ناشطون عن مالديف مصر في مرسى مطروح وهي إحدى مناطق الساحل الشمالي، عبير عربان عبر "فيسبوك"، Abeer Orban تقول: "انا بقيت أكره الساحل الشمالى .. اللى اتحول من جنة فى مصر ومن مجرد مصيف ومكان ساحر وخلاب لمجموعة شركات للتصنيفات الإنسانية .. بأكرهه بتصنيفاته شرير وطيب وغنى وفقير بأكرهه بعقده النفسيه وتشوهاته الإجتماعية ..".
الإنفاق بغرض التعالي
وتضيف أن القدرة على إنفاق الأموال ليس هدفا بحد ذاته وإنما الإنفاق يكون يغرض التعالي، "الفكرة مش فى القدرة على الصرف ومجاراة ناس معاها فلوس .. الواحد الحمد لله يقدر يصرف ويروح وييجى .. وياما روحت اماكن كويسه جوا مصر وبراها واستمتعت جدا والحمد لله .. بس عمرى ما صرفت قرش فى غير محله وبالشكل المستفز ده .. يعنى انك تصرف فلوس اكتر عشان تحاول تثبت مستواك أو تعلى على حد بالمصاريف عشان تبان احسن منه .. ده اسمه عبث وسفه ..".
وعن مثال ذلك البحث عن مكان لصف السيارات ثم يكون الثمن ألفي جنيه "يعنى ايه تدخل مكان تدفع فيه باركينج 2000 جنيه وما تقدرش تفتح بوقك عشان ما يبانش انك من طبقه يااي ازاى بيتكلم فى ركنه ب2000 جنيه .. انت مجنون يا ابنى ..؟.. انت كده مش بتثبت نضافتك ولا مستواك .. انت بتثبت نقصك وسفهك .. ولو فى عيلتك حد عاقل المفروض يرفع عليك قضية حجر .. انت ناقص الأهلية بكل المقاييس ..".
اختبار كم في جيبك؟!
أما ثاني الاعتبارات الاجتماعية هي نظرة الآخرين لما يمكن أن يكون بجيبك، تعبر عنه كالتالي: "يعنى ايه تدخل أى مكان فى الدنيا تلاقى كل اللى شافوك من اول فرد الأمن لآخر واحد على البحر بيبصلك ويجيبك من فوقك لتحتك فى اختبار حيوانى عبيط لدرجتك الإجتماعية ومدى كونك نضيف ولا نضيف اوى ولا نضيف اوى برو ولا متستحقش تبقى موجود فى الحياة .. لابس من مجرد زارا عادى زيك يا عادى ولا لابس ماركات من اللى بتعدى مجرد ألوفات بسيطة يا فقير أوي".
ومن بين ذلك النظرة للإطار أو للخارج ".. الساعة اللى انت لابسها أبل ولا صينى يا معفن .. عربيتك مجرد قشقاى ولا توسان يا فلاح ولا تدخل معانا فى سباق ولاد الذوات بعربيات باتمان اللى معانا .. قمة النقص والإحساس بالدونية ..".
تثبيت نظرة خاطئة
تقول عبير إن "..المشكلة الأكبر مش فى اللى فات .. المشكلة الأكبر أن فى ناس فاكره أن اللى هي بتشوفه ده هو الثابت والصح وإن هو اللى عدمان ووحش .. الطبقات تاهت وسط بعضها بتمثيل .. المتوسط نفسه يبقى غنى والغنى نفسه يبقى أغنى والأغنى بيعلى على اللى تحتيه ومتنرفز من اللى فوقيه ..".
وعن انعكاس هذه النظرة الخاطئة تكشف طبيعة من يكون كذلك "تلاقى بنت انت عارف انها غالبا من مدينة عادية و أهلها متوسطين وحالتهم حال الأغلبيه حال عادى يعني ..عشان توصل الطبقه اللى نفسها تخالطها وتعيش عيشتها بتبدأ تتنازل فى لبسها وشُربها وكلامها .. ترقص تشرب مخدرات .. .تلبس مش مجرد بكينى ..لا بكينى من اللى الأجانب فى شرم وغردقه وبرا اصلا ما يلبسهوش .. دى مش مواصفات البنت النضيفة يا غبية .. دى مواصفات لا مؤاخذة البنت الشمال .. ولا الطبقة اللى انتى بتتلزقى فيها هتشوفك غير كده على فكرة .. ".
عن المقابل النوعي بالنسبة للذكور "الواد من دول بيعمل المستحيل عشان يدخل حفله من إياهم من اللى كله بيتعمله انترفيو رخيص عشان يدخلها واللى هما بيبقوا لابسين أبيض فى أبيض دول وتلاقيه متداين وعليه فلوس ومستلف وفى الغالب دافع للمزة اللى جايبها معاه من قلب المدن الطيبه ومقلعها عشان بس يدخل يشرب ويقلع ويثبت لنفسه أنه جامد .. و لو فكر في الجواز لا يمكن تكوني إنتي اللي روحتي معاه".
الرضا بالواقع
وتقدم عبير عربان في خاتمة منشورها نصائح أبرزها احترام حقيقة السخرية في الكون وأن الاحترام ليس له علاقة بما تنفقه فتقول: "ارحموا نفسكوا يا جماعه وتأقلموا مع الحقيقة الكونية إن ربنا خلق الناس طبقات مش طبقة واحدة وأنه سبحانه أقر بكده فى القرآن الكريم .. مش لازم خالص عشان اتبسط ابقى شبه حد تانى أو معايا اللى معاه .. مش هبقى ناقص أو متخلف لو عيشت عيشة أهلى وعلى قد اللى معايا فى مكان بيحترم الناس وفلوسها .. مش مكان بيعلى عليك وشايفك مجرد فيزا وما يهموش غير أنه يقلبك مش مهم انت جايب الفلوس ازاى .."
ومن أبرز ما تنصح "اتقوا الله فى عيالكم ونفسكم وفلوسكم .. ".
وتشير إلى أن "..دى مش دعوه خالص انك تحرم نفسك من حاجه او تعيش تعيس .. بالعكس حوش وسافر يمين وشمال واتبسط فى احلى اماكن بس بدون عقد نفسيه وبدون نظرات طبقية منك او ليك للناس اللى حواليك .. سيب اللى معاه فلوس يعمل اللى هو شايفه بطريقته بس من غير ما يصنفك أو يقلل منك واعمل كمان اللى انت عاوزه من غير ما تبص لحد أقل منك بطريقة تزعله وتقلل منه ولا تبص للى فوقك أنه حلم نفسك توصله .. انت اصلا مش محتاج تثبت لحد حاجه عنك .. لأن اللى بيميزك عنه إنك إنت .. إنت .. و إنك مش هو ..".
وعبر هاشتاج #ماطروح_مطروح بعد أن باتت كما وصفت تضيف، "..سافروا وانبسطوا على قد اللى معاكم .. سافروا لأماكن تقدر انك جاى تنبسط فيها وبتساعدك بكل الطرق انك تكون مبسوط .. سافروا فى أماكن ناسها متربيه ومعندهمش عقد اجتماعيه ونفسيه أيا كانت طبقتهم .. وساعتها هتلاقى نفسك وسطهم مهما كنت ومهما كانوا .. وإلى أن يصبح الساحل الشمالى أحد تلك الأماكن المصريه الجميله للإنبساط والمتعه دون التصنيف سيظل كرهى له ممتدا .. .".