في رسالة جديدة للقائد بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان د. محمود حسين بعنوان (رابعة .. البطولةُ والفداءُ) أشار إلى تضحيةٌ وثباتٌ في مواجهةِ الاستبدادِ ومقاومةِ المُحتَل شاركته غزة ومن قبل رابعة العدوية.
وقال د. محمود حسين: "فكما ضربتْ أمتُنا مثالَ التضحيةِ والفداءِ في مواجهةِ الاحتلالِ في أرضِ الرباطِ، فقد ضربتْ الأمّةُ أمثلةَ التضحيةِ والثباتِ أمامَ الاستبدادِ؛ فكان ديْدَنُها المواجهةَ بكل الطرقِ السّلميةِ حفاظا على وحدةِ الأمةِ ودفعا للاقتتالِ الداخليِّ ورفضا للوقوعِ في شَرَكِ الحروبِ الأهليةِ، وشعارُها في ذلك قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أعظمُ الجهادِ عند الله كلمةُ حقٍّ تُقالُ عند سلطانٍ جائر"، فكانت رابعةُ العزّةِ – التي تحلُّ ذكراها - النموذجَ البُطوليَّ الذي قدّمه المصريُّون بوفاءٍ نادرٍ؛ يتَرقَّبونَ مكانةَ حمزة رضي الله عنه، مقبلينَ غيرَ مدبرين ويصدحون بكلمةِ الحقِّ راسخةً أقدامُهم ثابتةً قلوبُهم.".
على أرض الرباط
وعن الأحرار على أرض الرباط في فلسطين وهم يدافعون عن شرف الأمة، أضاف "د.حسين"، "فلقد ضرَبتْ أمَّتُنا، في القديمِ والحديثِ، نماذجَ رائعةً في التضحيةِ والفداءِ والبطولةِ في مواجهةِ الاستعمارِ والاستبدادِ، فكان ديْدَنُها في مواجهةِ الاحتلالِ الأجنبي المقاومةَ بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ والذَّودِ عن حياضِ الأمّةِ بكل السبلِ الممكنةِ، وها نحنُ نقفُ بين يدَيْ تضحياتٍ جسامٍ وبطولاتٍ عظامٍ، يقوم بها ثُلَّةٌ من الأحرارِ على أرضِ الرباطِ في فلسطينَ الأبيّةَ وعلى أرض غزةَ العزة، يجودون فيها بالنُّفوسِ رخيصةً وبالدماءِ سخيّةَ؛ من أجلِ تحريرِ الأرضِ والحفاظِ على العِرض، تتَقدَّمُهُم تضحياتُ القادةِ الذين لحِقَ رهْطٌ منهم موكبَ الشهداءِ، بدايةً من الإمامِ المؤسسِ حسن البنا، ومرورًا بالشيخِ أحمد ياسين مؤسّسِ حركةِ حماس، ووصولا إلى القائدِ الربانيِّ إسماعيل هنية".
نص رسالتنا .. جيلٌ يأبى الانكسار
﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ - (التوبة: 111).
أحبابَنا الكرام: يطلُّ علينا شهرُ صفر الخير فيذكِّرنا بتضحيات اﻷمة وعطاءاتها جيلاً بعد جيل، ضرب فيها نفرٌ من أبنائها في الحاضر - كما في الماضي - أعظمَ الأمثلةِ في البذل والعطاء والصبر والثبات، وكان آخر تلك النماذج المشرّفة القائدُ البطلُ إسماعيل هنية، الذي ختم الله له حياةً حافلةً بالجهاد؛ ليلقى الله شهيدًا ثابتًا على الحقِّ، صابرا على ما أصابهُ من بأساء وضرّاء .
لقد أراد اللهُ لهذه الأمة أن تطالعَ هذه النماذجَ المشرّفةَ، التي بذَلت التضحياتِ الغالية في سبيل الله على طريق التحرر من الاستبداد والاحتلال، فكلاهما كان -ومازال- عائقَا أمام حرية الإنسان الذي أراده الله حرًّا كما خلقه، كريمًا كما أراد، يأبى الظلمَ ويرفض الاستعباد والاستضعاف. يقول تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ (النساء: 97)، وصدق الجنْديُّ المجهولُ ربعِيُّ بن عامر الذي خلَّدهُ التاريخُ بمقولةٍ واحدةٍ ملؤُها العزَّةُ والإباء، عبَّر فيها عن مقاصدِ الإسلامِ، فقال لهرمز : "جِئنا لنخرجَ العبادَ من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ رب العباد، ومن ضيقِ الدُّنيا إلى سعةِ الدُّنيا والآخرة"، وعبّر عنها الفاروقُ عمر -رضي الله عنه- بقوله: "متى استعبدْتُم النّاسَ وقد ولدَتهم أمهاتُهم أحراراً؟".
لقد مُنِيَت شعوبُنا الإسلاميةُ في العصور المتأخِّرة بالاحتلالِ الأجنبيِّ الذي جثَم على صدورها؛ فأذلَّ الأعناقَ ونهب الثرواتِ واستباح الحرماتِ، وما إن خرج من عدد من البلدانِ الإسلاميةِ والعربيةِ حتى خلَّف وراءه من يقومُ بالأدوارِ نفسِها ويحقّقُ الأهدافَ ذاتَها، وهم نفرٌ من أبناءِ جِلْدتِنا ينفِّذونَ أجندةِ المستعمرِ ويسيرون في ركابه، ويضعفُونَ كيانَ الأمَّةِ ويعيثون في الأرض فسادًا.
وقد ضرَبتْ أمَّتُنا، في القديمِ والحديثِ، نماذجَ رائعةً في التضحيةِ والفداءِ والبطولةِ في مواجهةِ الاستعمارِ والاستبدادِ، فكان ديْدَنُها في مواجهةِ الاحتلالِ الأجنبي المقاومةَ بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ والذَّودِ عن حياضِ الأمّةِ بكل السبلِ الممكنةِ، وها نحنُ نقفُ بين يدَيْ تضحياتٍ جسامٍ وبطولاتٍ عظامٍ، يقوم بها ثُلَّةٌ من الأحرارِ على أرضِ الرباطِ في فلسطينَ الأبيّةَ وعلى أرض غزةَ العزة، يجودون فيها بالنُّفوسِ رخيصةً وبالدماءِ سخيّةَ؛ من أجلِ تحريرِ الأرضِ والحفاظِ على العِرض، تتَقدَّمُهُم تضحياتُ القادةِ الذين لحِقَ رهْطٌ منهم موكبَ الشهداءِ، بدايةً من الإمامِ المؤسسِ حسن البنا، ومرورًا بالشيخِ أحمد ياسين مؤسّسِ حركةِ حماس، ووصولا إلى القائدِ الربانيِّ إسماعيل هنية: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ( آل عمران: 170)
من رابعة إلى غزَّة …. تضحيةٌ وثباتٌ في مواجهةِ الاستبدادِ ومقاومةِ المُحتَل
وكما ضربتْ أمتُنا مثالَ التضحيةِ والفداءِ في مواجهةِ الاحتلالِ في أرضِ الرباطِ، فقد ضربتْ الأمّةُ أمثلةَ التضحيةِ والثباتِ أمامَ الاستبدادِ؛ فكان ديْدَنُها المواجهةَ بكل الطرقِ السّلميةِ حفاظا على وحدةِ الأمةِ ودفعا للاقتتالِ الداخليِّ ورفضا للوقوعِ في شَرَكِ الحروبِ الأهليةِ، وشعارُها في ذلك قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أعظمُ الجهادِ عند الله كلمةُ حقٍّ تُقالُ عند سلطانٍ جائر"، فكانت رابعةُ العزّةِ – التي تحلُّ ذكراها - النموذجَ البُطوليَّ الذي قدّمه المصريُّون بوفاءٍ نادرٍ؛ يتَرقَّبونَ مكانةَ حمزة رضي الله عنه، مقبلينَ غيرَ مدبرين ويصدحون بكلمةِ الحقِّ راسخةً أقدامُهم ثابتةً قلوبُهم.
إنّنا اليومَ - ونحن بين يَدَيْ ذكرى هذه الملحمةِ البطوليةِ النادرةِ، نتذكّرُ كيف صدع الشعبُ المصريً بكلمةِ الحقِّ؛ حفاظًا على حقِّه في وطنٍ حُرٍّ كريمٍ؛ وحفاظَا على حقِّهِ في اختيار من يحكمُه ورفضًا لعودةِ عصورِ الاستبدادِ والقهرِ من جديد، عندما احتشدَ المصريونَ بأرواحهم قبل أجسادِهم، واصطفُّوا بِقلوبهِم قبلَ أبدانِهم، يرفعون شعاراتِ الحريةِ وينشدونَ الحقَّ ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ (آل عمران: 146).
إن التضحياتِ الغاليةِ التي قدَّمها ثُلةٌ من الأبطالِ رجالاً ونساءً شبابًا وشيبًا في رابعةِ الكرامةِ وفي الصَّدارةِ منها تضحياتُ القادةِ لن تذهبَ سُدى ولن تضيعَ هدرًا، بل ستظلُّ عبرَ السنينَ علامةً فارقةً على الاستمساكِ بالحقِّ والثباتِ عليه، وستظلُّ علامةً فارقةً بين من يعرفون قيمةَ الوطنِ ومكانةَ الحرّيةِ وبين من يُهدِرُ كرامةَ الوطنِ والمواطن، يبتغون فضلاُ من ربهم ورضوانا ﴿فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب :23).
لقد حفظَ شهداءُ رابعة على الشعبِ المصريِّ كرامتَه وبرهنوا على أن بمصرَ رجالاً ونساءً لا ينزلون على رأي الفسدةِ ولا يقبلون الدنيّةَ في دينِهم ووطنِهم وحقِّهم في اختيار من يحكمهم، وأكدوا أنَّ هذا الشعبَ يملكُ إرادته ويحملُ روحَه على كفهِ من أجل حريته وحقه في الحياة الكريمة.
وكان العدوانُ على غزةَ كاشفًا لما آلت له الأحوالُ في مصرنا الحبيبةِ بعد الانقلاب، وما كان لها أن تظلَّ صامتةً والعدوُّ يبطشُ بأهلِنا في فلسطين، وينتهكُ الحدودَ ويتجاوزُ سيادةَ الدولةِ المصريّةِ وهيبَتها، بل وينتهكُ قوانينَ الحروبِ في استهدافِ عشراتِ الآلافِ من المدنيّينِ بالقتلِ العشوائيِّ والمذابحِ الإجراميةِ والدمارِ الشاملِ للبنيةِ التحتية على هذا النحو الكارثي وغير المسبوق.
وقد برهنتْ الأحداثُ التي مرّت بها مصر بعد الانقلابِ العسكريِّ وما تبعهُ من جرائمَ ومنكراتٍ وكوارثَ حلت بالوطن والمواطن، أن أهلَ رابعةَ كانوا يدركونَ حقائقَ الأمورِ ويعرفونَ المآلاتِ التي يمكنُ أن تحدثَ عندما يحكمُ المستبدُّ، حيث عصف الانقلابُ بكل منجزاتِ يناير وعطَّل المسارَ الديمقراطِيَّ وأفقد مصر إرادتَها ورهنها لأعدائِها وفرَّط في حقوقها وأهدر كرامَتها وتنازل عن مقوّماتها، وسار في ركابِ الصهاينةِ، وأفقد مصرَ مكانتها التي تستحقُّها عن جدارةٍ، وأورثها الفقرَ والفاقةَ وكبَّلها بالديون ورهن مستقبلها لأعدائِها.
لقد بلغ الواقعُ في مصرِنا الحبيبة خلال الشهور الأخيرةِ مبلغًا غيرَ مسبوقٍ من الاستهتارِ بحقِّ الشعبِ في الحصول على الخدمات الرئيسة من الماءِ والدواءِ والكهرباءِ، وفي ظل حالة من الإفشالِ المتعمد مشفوعةً بحالةٍ من هستيريا البيعِ لأصولِ الدولةِ والتخلّصِ منها بما يهدِّدُ حاضرَ مصر ومستقبلَ أبنائها، بل ويهددُ أمَنها القوميَّ بتسرّب هذه الأصول إلى العدو الصهيوني ووكلائه في المنطقة، وهو ما لن يرضَى به الشعبُ المصريُّ اﻷبيُّ.
إن الجرائمَ لا تعطّلُ مسارَ أمةٍ لديها إرادة، ولن تُخضِع شعبًا يتعطشُ إلى الحريةِ والكرامةِ، ولن توقفَ دعوةً قامت على مكارمِ الأخلاقِ ولن تهدمِ قلباً بُنِيَ على العقيدةِ، ولن تكسرَ نفسًا تربَّت على العزةِّ والإباءِ.. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾ (التوبة: 105)، ﴿وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾(محمد:35).
أتَوَاصوْ به بل هم قومٌ طاغون
ويظل الاستبداد عدوًّا للأمة كلِّها في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها، يتوارث الأدواتِ ويتواصى بالطغيانِ وتتشابهُ جرائمُه وتتناظرُ آثارُه، وكان آخرها ما حدثَ في بنجلاديش، فبعد أشهرٍ معدودةٍ من إجراء انتخاباتٍ شكليةٍ فازت فيها شيخة حسينة بدورةٍ رئاسيةٍ رابعةٍ، استبعدت خلالها كلَّ القوى السياسيةِ الحيةِ، وظنت أنها ملكتْ بها زمامَ الأمور، اندلعت التظاهراتُ الطلابيةُ والشعبيةُ بعدها، وبشكل مفاجئٍ وهادرٍ، ترفضُ الاستبدادَ وتقاومُ الظلمَ وتؤكدُ في رسالةٍ واضحةٍ أنَّ الشعوب وإن صمتتْ إلا أنها ما تلبثُ أن تثور، وإن صبرت فإن صبرَها لن يطول، وإن بدت هادئةً فهي تُخفي تحت هدوئِها بركانًا ما يلبثُ أن يتدفقَ وعاصفةً ما تلبثُ أن تعصفَ بالطغاةِ.
ولم تكن الخطوات التي مشى عليها المستبدُّونَ في بنجلاديش بعيدةَ عن تلك التي فعلوها في مصر وسوريا وتونس وسائر البلدان العربية، التي منيت بثوراتٍ مضادةٍ وقمع وحشي لإرادة الجماهير وكأنَهم قد تواصَوْا بانتهاك حقوق الشعوب والتَّصدّي لإرادتِها ﴿أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ)﴾ (الذاريات: 53).
لقد كانت الخطواتُ المبكرةُ في بنجلاديش - وفقا للمواصفات القياسية للاستبداد - هي الإقدامُ على سجن وقتل المعارضين وخاصةً من التيارِ الإسلامي، الذي تأسَّسَ على رفضِ الظلمِ ومواجهةِ الاستبدادِ ورفضِ الانكسارِ أمام الطغاةِ والجبابرةِ؛ فكانت حملاتُ الإعدامِ لعددٍ من قياداتِ الجماعةِ الإسلاميةِ في بنجلاديش، وفي مقدِّمتهم السيد علي إحسان، الأمين العام لحزبِ الجماعةِ الإسلاميةِ، والسيد مطيع نظامي، الرئيسُ السابقُ لحزب الجماعةِ الإسلاميةِ، والسيد عبد القادر مُلا والسيد محمد قمر الزمان القيادييْن بالجماعةِ الإسلاميةِ ورجلِ الأعمالِ السيد مِير قاسم، وغيرِهم كثيرٌ من رجالِ العملِ الإسلاميِّ الذين آلوْا على أنفسِهم أن يصدعوا بكلمةِ الحقِ ويحملُوا همَّ شعبِهم في المطالبةِ بالحريةِ، وحقِّه في اختيار من يحكُمه، إلى أن وصلَت ذروةُ الأحداثِ بحظرِ حزبِ الجماعةِ الإسلاميةِ وجناحِه الطُّلابي؛ ليستكمل الاستبدادُ الخطواتِ نفسِها، ويسيرُ على الطريقِ ذاتِه.
ورغم قساوةِ الواقعِ وما يظهرُ من استحكامِ إرادةِ المستبدينَ إلاّ أنَّ النّصرَ سيكونُ - بحولِ الله - حليفًا للشعوبِ في مصرَ كما في بنجلاديش وغيرها من البلدانِ، فقد يظنُّ المستبدُّ - إلى حين - أنَّ صمتَ الشعوبِ رضًا بما يفعلُ وقبولاً بما تقترفُ يداهُ، ورضوخًا لآلتِه الأمنيّةِ المجرمةِ، إلا أنَّ هدوءَ الشعوبِ - على وجه الحقيقةِ - هو الهدوءُ الذي يسبقُ العاصفةَ، والصبرُ الذي يظنُّه المستبدُّ طبعًا ولكنه لن يطول، ولن تُفلحَ حينها محاولاتُ تلفيقِ انتخاباتٍ لا تعبّرُ عن النبضِ الحقيقيِّ للشعوبِ، ولن تكون بديلا عن انتخاباتٍ حرةٍ نزيهةٍ ذاقت الشعوبُ طعمَها وعلمتْ أهميّتَها، ولن تقبلَ حرمانَها منها، وستسعى - يوما - وبكل قوةٍ لانتزاعِ حقِّها في حياةٍ كريمةٍ وحرةٍ، وهو ما ينذرُ ببركانٍ شعبيِ تتبدى معالمُه وتظهرُ بوادرُه التي يتلمّسُها الصادقون ويترقّبُها كلُّ وطنيٍ مخلص، حينها لن تجدِي الانتخاباتُ المزورةُ ولن تفلحَ محاولاتُ التمثيلِ واستعطافِ الجماهيرِ أو إعادةِ عجلةِ الزمن إلى الوراء ﴿ فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ﴾(الدخان: 59)
من أخبار ِالجماعةِ
- شارك وفدٌ من جماعةِ الإخوانِ المسلمين، برئاسةِ الأستاذ الدكتور محمود حسين، القائمِ بعملِ فضيلةِ المرشد العام لجماعةِ الإخوانِ المسلمين، ضم عددًا من أعضاءِ الهيئةِ اﻹدارية للجماعة وأعضاء مجلس الشورى العام، في تشييعِ جنازةِ الأخ القائدِ الشهيدِ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسيِ لحركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ حماس، حيث قدَّم الوفدُ الذي سافر إلى الدوحةِ العزاءَ لأسرة الفقيدِ وأعضاءِ المكتبِ السياسِّي وقادةِ حركةِ حماس.
- تم إطلاقُ مشروع تسجيلِ السيَر الذاتيةِ، والذي يعمل علي توثيقِ وحفظِ السيرِ الذاتيةِ وشهاداتِ رموز الجماعةِ بشكلٍ علميٍ ودقيق؛ بهدفِ إثراءِ الذاكرة الجماعية، واستثمارها في التوريثِ والتطويرِ والتقييمِ الداخلي، وكذلك نحو تعزيزِ الفَخْر بالجماعةِ ومساهماتِها في المجتمع.
والله أكبر ولله الحمد
أ. د. محمود حسين
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة " الإخوان المسلمون "
الأحد 29 محرم 1445 هجرية - الموافق 04 أغسطس 2024
#رسالتنا
#الإخوان_المسلمين