قال النائب الديمقراطي جمال بومان، إنه "غاضب" من منح الكونجرس "مجرم حرب ارتكب إبادة جماعية" فرصة للتصدي للأمر، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي مقال نشرته صحيفة الجارديان، قال بومان: "إن خطاب نتنياهو المشترك يقوض بشكل مباشر إرادة الأغلبية الساحقة من الأمريكيين الذين يريدون السلام".
وأضاف: "الولايات المتحدة وحكومتنا الفيدرالية تحبان تصوير نفسها كقادة في مجال السلام والدبلوماسية وحقوق الإنسان. في نظر العالم، نريد أن ينظر إلينا باعتبارنا متعاونين وبناة تحالفات، نعمل معًا لحل المشاكل في جميع أنحاء العالم. أما الواقع في أروقة السلطة فهو مختلف تمامًا".
وتابع: "نحن في لحظة محورية في ديمقراطيتنا ومجتمعنا حيث علينا أن نسأل أنفسنا: كيف نريد أن نكون ممثلين على المسرح العالمي؟ ما الذي ندافع عنه كأمة إذا كنا ندعو مجرم حرب متهمًا لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس وهو يفرض عقابًا جماعيًا على مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال؟ لا ينبغي أن يكون وضع مجرم حرب هو جوابنا".
وسلط الضوء على محنة المدنيين الفلسطينيين الذين فقدوا أفراداً من عائلاتهم ومنازلهم وأصيبوا في هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي على غزة، وأضاف: "أشعر بالاشمئزاز لأننا نسمح للرجل المسؤول عن تمزيق العائلات وقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين ليتم منحه منصة أمام الكونجرس لمحاولة كسب الدعم والتمويل لحملة القصف العشوائية".
سجل نتنياهو في السلوك الفاشي والإبادة الجماعية ليس جديداً... لقد أشرف على اعتقال الفلسطينيين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، والتوسع غير القانوني للمستوطنات في الضفة الغربية، وممارسة "قص العشب"، وقتل العشرات من الفلسطينيين بشكل عشوائي في هجمات عسكرية مرعبة. لقد عمل أيضًا على تفكيك السلطة القضائية الوطنية حتى لا يمكن محاسبته وانحاز إلى الجهات الفاعلة اليمينية المتطرفة مثل إيتامار بن غفير الذي دعا إلى التهجير الجماعي للفلسطينيين.
وقوبل نتنياهو باحتجاجات كبيرة في مبنى الكابيتول أمس، فيما قاطع عدد كبير من المشرعين خطابه. ووفقاً لمراسل أكسيوس في الكونجرس، أندرو سولندر، فإن "ما يقرب من 100 من أصل 212 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب و27 من أصل 51 عضواً ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ (والمستقلين من الحزب الديمقراطي) موجودون في القاعة لحضور خطاب نتنياهو".
أي أن نصف النواب تغيبوا عن الجلسة.
وتعليقًا على هذه الأرقام، قالت عضوة الكونجرس ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، التي قاطعت الجلسة: "لقد فقد نتنياهو الكثير من الأشخاص لدرجة أنه لا يخاطب سوى جزء صغير من الكونجرس. وعندما يحدث ذلك، فإنهم يملؤون المقاعد بغير الأعضاء، كما يفعلون في حفلات توزيع الجوائز، من أجل إظهار مظهر الحضور الكامل والدعم".
وعلى الرغم من حضورها، رفعت عضوة الكونجرس الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب لافتة كتب عليها "مجرم حرب" بينما كان نتنياهو يلقي خطابه.
وفي حين يمكن رؤية عضو الكونجرس اليهودي جيري نادلر وهو يقرأ كتاب "سنوات نتنياهو" للكاتب بن كاسبيت، وهو كتاب ينتقد حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
