من 300 ألف في عام 2024.

وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي الانخفاض في أصوات حزب العمال بين الدورتين الانتخابيتين (خسر الحزب 537,688 صوتًا مقارنة بعام 2019)، ويرجع هذا لتأثير المسلمين في بريطانيا على الانتخابات العامة 2024.

وعلى الرغم من هذا التراجع الكبير، ظل حزب العمال قادرًا على الفوز في المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة العالية.

إذ احتفظ بـ 17 من أصل 21 دائرة انتخابية، لأن غالبية المسلمين لم يجدوا من يصوتون له وعدوه أفضل من حزب المحافظين.

وشهدت الانتخابات خسارة عدد من مرشحي حزب العمال، بينهم خالد محمود في برمنغهام بيري بار، الذي كان النائب المسلم الوحيد خلال حرب العراق عام 2003.

وشهد نواب آخرون من حزب العمال انخفاضًا كبيرًا في نسب التصويت، لكن أولئك الذين اتخذوا مواقف مؤيدة لغزة، مثل جيس فيليبس وعمران حسين، شهدوا انخفاضات أقل.

إلهام للآخرين

وقد لفتت صحيفة “ذا نيشن” الأميركية في تقرير لها 12 يوليو 2024 حول أصوات الناخبين المسلمين، وتأثيرهم على مسار الانتخابات التي جرت في بريطانيا، إلى أهمية دورهم في الولايات المتحدة مع اقتراب السباق الرئاسي الأميركي.

ذكرت أن المسلمين في المملكة المتحدة وجهوا رسالة من خلال الانتخابات، بأنهم، وهم يشكلون حوالي 6 بالمئة من إجمالي عدد السكان، خرجوا بأعداد كبيرة لتحدي التيار السياسي والتصويت ضد الحزب الذي كان من المقرر أن يشكل الحكومة، ليحققوا نتائج غير متوقعة.

قالت الصحيفة إن الجالية المسلمة في المملكة المتحدة بدأت تنظيم نفسها في كتلة تصويتية يمكنها تحدي الوضع الراهن.

و”تكاتفت المساجد والمراكز المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني لإنشاء حركة سياسية ملتزمة بوضع أزمة غزة في قلب الانتخابات”.

ذكرت الصحيفة أن الحزبين الرئيسين في ويستمنستر (المحافظين والعمال) أيدا العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة بزعم أنه شكل مشروع من أشكال الدفاع عن النفس.

وهو ما أثار غضب المسلمين البريطانيين الذين دعموا حزب العمال تاريخيًا، ودفعهم لتشكيل حركة “صوت المسلمين” التي أوصلت 7 نواب للبرلمان من 4 مسلمين وكلهم داعمين لغزة.

قالت: “إذا اتخذ المسلمون الأميركيون إجراءات مماثلة لنظرائهم البريطانيين في انتخابات نوفمبر 2024، فيجب أن يكون الرئيس جو بايدن قلقًا للغاية بالفعل”.

فمن بين المليون أو نحو ذلك من المسلمين الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية لسنة 2020، اختار ما يقارب 80 بالمئة منهم التصويت للرئيس بايدن.

أما اليوم، فقد انخفضت النسبة المؤيدة له إلى حوالي 5 بالمئة، وذلك وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته “إمجاج”، وهي منظمة تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية في المجتمعات المسلمة في أميركا.

وأوضحت الصحيفة أنه يمكن أن يكون هذا الانخفاض كارثيًا في ولايات مثل ميشيغان وبنسلفانيا حيث تعد أغلبية بايدن أقل من إجمالي عدد السكان المسلمين.

أشارت إلى أن حركة “غير الملتزم”، التي أعلنت أنها لن تصوت لبايدن لدعم العدوان الإسرائيلي على غزة لها تأثير بالفعل على الناخبين المسلمين، وكذلك اليسار المناهض للحرب، وهؤلاء قادرون على تنظيم أنفسهم في كتلة واحدة في انتخابات أميركا.

فقد أدلى أكثر من 13 بالمئة من الذين صوتوا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان بأصواتهم على أنهم “غير مهتمين”.

وبلغت هذه النسبة حوالي 19 بالمئة في مينيسوتا، أي حوالي 46 ألف ناخب، وهو ما يفوق هامش فوز هيلاري كلينتون هناك في سنة 2016.

وفي أريزونا، وهي الولاية التي فاز بها بايدن بحوالي 10 آلاف صوت في سنة 2020، صوّت ما يقارب 16 ألف ديمقراطي لصالح ماريان ويليامسون بعد أن دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وفضلا عن عدم وجود تيار موحد لهم مع قوى أخرى، تقول الصحيفة إن مشكلة المسلمين في أميركا تكمن في خشيتهم من التضحية ببايدن، كخيار وحيد أمامهم، وإلا فاز منافسه الجمهوري دونالد ترامب وتياره السياسي المعادي للمسلمين.

إذ يرون أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن ولاية ترامب الثانية ستكون أفضل للمسلمين من الأولى، فهو الذي اعترف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهدد بترحيل الطلاب الذين يتظاهرون في حرم الجامعات الأميركية مناصرين لفلسطين.