كشف تحقيق عن اختراق شركات الأمن السيبراني والتكنولوجيا الإسرائيلية، السوق في المملكة العربية السعودية، لتتمكن من تقديم خدماتها عبر اتفاقيات رسمية، وذلك بجهود حثيثة من رجل أعمال وسياسي إسرائيلي يرى أن "قطاع التكنولوجيا هو المفتاح لإنشاء المرحلة التالية من اتفاقيات التطبيع".

ونشرت منصة "أبخص" المعنية بالتحقق من الأخبار والمعلومات، تقريرا مطولا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أشارت فيه إلى هوية عراب الاختراق الإسرائيلي للسوق السعودية، وهو رجل الأعمال والمستثمر والسياسي إسرائيلي إيريل مارغاليت.
وأوضحت أن مارغاليت، الذي أسس شركة (Jerusalem Venture Partners) عام 1993، والتي أصبحت شركة رائدة في مجال رأس المال الاستثماري في دولة الاحتلال، ظهر كمسوق لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية منذ اتفاقيات "أبراهام"، سعيا نحو توسيع وصول هذه الشركات إلى السوق الخليجية.

وأشارت إلى أن مارغاليت، يعتقد أن قطاع التكنولوجيا هو المفتاح لإنشاء المرحلة التالية من اتفاقيات التطبيع، الأمر الذي ولد لديه طموح بالدخول إلى السوق السعودية من خلال هذه البوابة.

وعام 2020، ترأس مارغاليت، وفدا من 14 مديرا تنفيذيا وغيرهم من رجال الأعمال البارزين إلى الإمارات للشروع في التعاون بين قطاعات، وفقا للتحقيق.

ولفتت المنصة إلى أن المستثمر الإسرائيلي لم يخف تطلّعه نحو السوق السعودية منذ أولى خطواته في السوق الخليجية، حيث قال لمجلة "المجلة" إن السعودية بحاجة إلى استراتيجيات تكنولوجيا زراعية وغذائية جديدة، معتقدا أنه يستطيع أن يغطي هذه الحاجة للمملكة.

كما أصر على أن "الوقت قد حان للتعاون" مع السعودية، وأن قطاع التكنولوجيا والاقتصاد بإمكانه أن يكون الجسر نحو تعاون الشركات الإسرائيلية مع السعودية.

ولوحظ أن صحيفة "إيلاف" السعودية، التي تتخذ من لندن مقرا لها، كانت كذلك قد نشرت مقابلة مع  مارغاليت في أواخر 2023، حيث شارك تطلّعاته لتأسيس "مركز للابتكار في الشرق الأوسط"، واضعا في مقدمة خياراته: السعودية.
وفي آذار /مارس 2022، زار مارغاليت البحرين ولم يخفِ رغبته في وضع قدمه في السعودية، حيث نقل موقع Calcalist الإسرائيلي قوله في هذه الزيارة، إن "البحرين جسر اقتصادي حيوي للشركات الإسرائيلية التي تتطلع إلى تطوير شراكات في البحرين والسعودية والخليج بأكمله".

ونقل الموقع الإسرائيلي عن مارغاليت رغبته في تكوين "مثلث التكنولوجيا المالية" الذي يتكون من "إسرائيل"، البحرين، والسعودية، انطلاقًا من قوله إن "البحرين متصلة بجسر مع السعودية، فلماذا لا نضيف السعودية إلى المعادلة؟"، وفقا لما أورده التحقيق.

كما كشف الموقع الإسرائيلي عن لقاء بين مارغاليت "وعدد لا بأس به من السعوديين"، الذين بادروا بأخذ خطوة نحو العمل سوية، وأضاف بأنه رأى "اهتماما كبيرا" من قبلهم.

وكان المستثمر الإسرائيلي خصّ بالذكر السعودية عندما تحدث عن "اليوم التالي لغزة" بعد العدوان ، حيث أعرب عن تأملاته بتحالف دولي مدعوم من "الدول العربية المعتدلة، بما في ذلك السعودية"، على حد قوله الذي نقله موقع "Calcalist"، في آذار /مارس 2024.

ونشرت وكالة The Media Line مقابلة مع مارغاليت في 25 تشرين الأول / أكتوبر 2023، حيث قدّمت الوكالة المستثمر الإسرائيلي بأنه صاحب مبادرات امتدت إلى دول مثل "الإمارات والبحرين والسعودية"، كما صرحت الوكالة في أحد أسئلتها بأن مارغاليت كان قد بدأ "للتو علاقات مع السعودية".

في حديث آخر للمستثمر الإسرائيلي، خلال مؤتمر تكنولوجي أقيم في نيويورك في آذار/مارس 2024، قال مارغاليت إن "الكثير من شركاتنا في قطاع التكنولوجيا الفائقة هنا لديها مكاتب في دولة الإمارات وبعضها في السعودية والبحرين وبعض البلدان الأخرى".

في السياق، لفت التحقيق إلى "CyberArk"، وهي شركة تقنية إسرائيلية تقدم حلول أمن تكنولوجيا المعلومات، استثمر فيها صندوق شركة المستثمر الإسرائيلي المعروفة باختصار "JVP"، في 2001 حتى 2014.
وللشركة تعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما أصدرت بيانا في 7 تشرين الثاني /أكتوبر أعلنت فيه وقوفها مع "إسرائيل"، وأكدت أن بعض موظفيها انضموا إلى الخدمة الاحتياطية العسكرية مع جيش الاحتلال، وتبرع آخرون للانضمام كذلك، وفقا للتحقيق.

وتقدم هذه الشركة، خدماتها في السعودية من خلال موزع وسيط يدعى بـ Spire Solutions، وهي شركة حلول أمن سيبراني مقرها الإمارات.

وفي 2020 ومع توقيع اتفاقيات "أبراهام"، ابتدأت شركة Spire تطبيع العلاقات من خلال اتفاقية تعاون مع شركة XM Cyber، وهي شركة أمن سيبراني إسرائيلية، شارك في تأسيسها رئيس الموساد الأسبق "تامير باردو"، حسب التحقيق.

وفي  آذار /مارس 2022، وقّع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني مذكرة تفاهم مع شركة Spire Solutions نفسها، وذلك بعد عام من مشاركة Spire في فعالية AtHack التي أقامها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني.
ولفت التحقيق إلى أنه من خلال البحث عن شركاء التكنولوجيا لدى Spire، التي تعمل في السعودية والإمارات بشكل رسمي، يظهر أن 7 شركات منها لها ارتباطات مع "إسرائيل"، أو هي شركات إسرائيلية بذاتها.