قالت شركة الأبحاث “فيتش سوليوشنز” إن ارتفاع تكلفة المعيشة وتراجع القوى الشرائية سيؤدى لتقليص الحجم الحقيقى لسوق الأدوية فى مصر.

وتوقعت أن تنخفض خلال العام الحالى حصة بدائل الأدوية أو الأدوية الجنيسة لصالح الأدوية التى لا تحتاج إلى وصفة طبية الأقل تكلفة.

وقالت إن هيئة الدواء عكفت على تقييم سيناريوهات لرفع الدواء ومن المتوقع أن يتم تبنى أحدها فى النص الثانى من 2024، بعد توجهيات رئيس وزراء الانقلاب ببحث تكاليف التصنيف وتحديد الزيادات اللازمة.

وأشارت إلى أن السيناريوهات الموضوعة بينها سيناريو لرفع أسعار جميع الأدوية على 4 مراحل خلال النصف الثانى من 2024 بنسب ما بين 30% إلى 40% أو رفع 3000 صنف دوائى بنسب ما بين 30% و80% دفعة واحدة أو رفع 1500 صنف دوائى ما بين 25 إلى 30% على 3 مراحل.

وذكرت أن رفع أسعار الأدوية يأتى تماشيًا مع التحول لسعر الصرف المرن الذى رفع سعر الدولار إلى نحو 47 جنيهًا للدولار من 30.9 جنيه للدولار.

وقالت إن زيادة الدولار رفعت تكلفة التشغيل لديهم بصورة تهدد توافر الدواء، كما أن أزمة توافره أثرت على قدرة الشركات على استلام وارداتها من المواد الخام.

وبحسب مسح على القوائم المالية لشركات الأدوية فى مصر فإن أرباح قطاع الأدوية بالبورصة المصرية حقق نموًا كبيرًا فى الأرباح المقومة بالجنيه، خلال الربع الأول لكن عند تقويمها بالدولار فإن أغلبها تراجع.

وضاعفت كل من شركتى القاهرة للأدوية وممفيس للأدوية أرباحها بنحو 11.5 مرة و10.13 مرة على التوالى، حيث حقق كل منها 74.55 مليون جنيه و50.13 مليون جنيه خلال الربع الأول، مقارنة بـ 5.97 مليون جنيه و7.5 مليون جنيه خلال الربع الأول 2023 على التوالى.

وارتفعت أرباح شركة الإسكندرية للأدوية بنحو 49.68% خلال الربع الماضى لتسجل 67.85 مليون جنيه، مقارنة بـ 45.33 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق.

فيما زادت أرباح شركة ابن سينا فارما بحوالى 35.98% خلال الثلاثة أشهر الأولى لتصل إلى 98.14 مليون جنيه، مقابل 72.17 مليون جنيه خلال نفس الفترة بالعام الماضى.

وحققت شركة أكتوبر فارما صافى أرباح بلغت 50.13 مليون جنيه خلال الربع الأول 2024، مقابل 41.71 مليون خلال الربع الأول 2023، مرتفعًا بنحو 20.19%، فيما تحولت شركة العبوات الطبية لتسجل صافى أرباح 9 ملايين جنيه، مقارنة بخسائر مليونى جنيه خلال الفترة المقارنة.

وتراجعت أرباح شركة راميدا خلال الربع الماضى لتصل إلى 60.14 مليون جنيه خلال الثلاثة اشهر الأولى من العام الجارى، مقارنة بـ 68.66 مليون جنيه بالربع الأول من العام الماضى، مسجلة انخفاضًا بحوالى 12.4%.

وكانت شركة “جلاكسو سيمثكلاين” الوحيدة التى تحولت للخسائر خلال الربع الماضى لتسجل حوالى 9 ملايين جنيه خسائر، مقارنة بـ 13.81 مليون جنيه أرباح خلال الربع الأول من العام السابق.

وقدرت “فيتش سوليوشنز” أن واردات مصر من المستحضرات الصيدلانية ستنخفض إلى 1.7 مليار دولار بتراجع 24.5% نتيجة تأخر الإفراج عن الشحنات فى الربع الأول وكذلك بسبب أحداث البحر الأحمر التى دفعت الشركات للجوء إلى الشحن الجوى الأكثر تكلفة.

وقالت إن رفع أسعار الدواء قد تخفض بعض المخاوف لكن لن تقضى على التكاليف المتصاعدة.

وأشارت إلى أنه رغم محاولات زيادة تغطية التأمين الصحى الشامل لكن يظل الغنفاق الشخصى للأفراد يمثل ثلثى الإنفاق على الصحة فى مصر، ولذلك تلعب القوة الشرائية دورا مهما فى سوق الدواء.

وتوقعت تباطؤ النمو على الأدوية بالأسعار الثابتة إلى 1.2% فى 2024 مقابل 3.7% فى 2023.

وقالت إن الضغوط المتزايدة على ميزانيات الأسر ستقوض الاستهلاك على المستحضرات الصيدلانية غير الضرورية بما يؤدى لزيادة الضغوط على صناعة الأدوية.

وأشارت إلى الأدوية الجنيسة تسيطر على غالبية سوق الدواء فى مصر والتى يعتمد موردوها على استيراد المواد الخام من آسيا عبر قناة السويس، حيث إن 4 من أكبر 5 مصدرين لمصر تتمركز فى آسيا وتمثل نصف واردات مصر من المواد الخام لتلك الأدوية.

على العكس من ذلك، من المتوقع حدوث نمو في قطاع الأدوية التى لا تستلزم وصفة طبية، حيث سيتحول المرضى بشكل متزايد إلى خيارات الرعاية الصحية ذات الأسعار المعقولة.

وأخيرا، سوف يظل قطاع الأدوية الحاصلة على براءة اختراع مستقرا على نطاق واسع، حيث يتم استيرادها في المقام الأول من أوروبا أو الولايات المتحدة وغالبا ما تشكل علاجات بدون خيارات بديلة.

ومع ذلك، توقعت أن يكون هذا التحول في ديناميكيات السوق مؤقتًا، مع نمو حصة الأدوية الجنيسة مرة أخرى، مع استقرار الظروف الاقتصادية في مصر خلال عامى 2024 و2025.

وقدرت أن سوق الدواء فى مصر وصل إلى 139 مليار جنيه فى 2023 أى ما يعادل 4.5 مليار دولار وتوقعت ارتفاعه إلى 153 مليار جنيه ما يعادل 3.4 مليار دولار.