تحقق قراءة وحفظ القرآن العديد من الفوائد للصغار، حيث تُقوّم ألسنتهم، وتكسبهم مفردات لغوية جديدة، كما تثري إدراكهم المعرفي والنفسي، لذلك نجد منهم من يختم كتاب الله حفظاً وتلاوة وتجويداً في سن صغيرة.

عن بريدة، أن النبي ﷺ قال: «من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن».

لذلك على الوالدين تنمية حب القرآن الكريم عند الأطفال خاصة في سن مبكرة، وتعزيز العلاقة بينهم وبين كتاب الله، بل حث الأبناء على خوض مسابقات القرآن، وتعلم علومه من التفسير وغيره.

نلخص في هذه السطور عدة طرق بسيطة لتحبيب طفلك في حفظ كتاب الله، وهي:

1- من الأهمية الإشارة إلى أن ارتباط الطفل بالقرآن يبدأ مبكراً، وقد يكون قبل الولادة، حيث يتأثر الجنين نفسياً وروحياً بحالة الأم، فإذا ما داومت على الاستماع للقرآن، فإن قلبها سيطمئن بذكر الله؛ (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28)، ولا شك أن هذه الراحة ستنعكس إيجاباً على حالة الجنين.
2- الاستماع للقرآن وقراءة آياته عندما يكون الطفل في سن الرضاعة؛ لأن الرضيع يتأثر بالأصوات عند سماعها، وحاسة السمع تنتبه إلى ما يصدر من أصوات، ورويداً رويداً، يحتفظ الرضيع في ذاكرته بتلك المفردات ما يسهل عليه استرجاعها فيما بعد.
3- قراءة القرآن أمام الطفل؛ لأنه يمتلك غريزة التقليد والمحاكاة، وهي فطرة فطر الله الإنسان عليها، وهو ما سيجعل الطفل يقلد أبويه، ويقوم بتلاوة القرآن، وتكرار ما يسمعه منهما، كما يقلد حركات الصلاة التي يشاهدها من أهله في البيت.
4- شراء مصحف له كهدية، وهو ما يلبي لديه حاجة وغريزة التملك، لذلك من المهم أن يكون له مصحفه الخاص يقرأ فيه ويقلب صفحاته متى شاء.
5- عمل جلسة تلاوة لأفراد الأسرة، ومنحه الفرصة للقراءة، وتصويب ما يقرأ، بل منحه الفرصة لقيادة حلقة قرآنية تضم صغار العائلة، ونظرائه من الأطفال وهم يقرؤون القرآن.
6- استخدام الأسلوب القصصي، حيث يحب الطفل القصص بشكل كبير، على أن تقتصر القصص على ما ورد في النص القرآني ليرتبط الطفل بالقرآن، ولتكن ختام القصة قراءة لنص القرآن ليتم الارتباط به.
7- المداومة على الحفظ والمراجعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها» (متفق عليه)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت» (متفق عليه).
8- الاحتفاء به، وتنظيم حفل له كجائزة في يوم ختمه للقرآن، وتقديم الهدايا له، وإشعاره أنه حقق إنجازاً عظيماً، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».