ارتفع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على خيام النازحين في رفح إلى 45 مواطنًا، بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى 249 جريحًا، بحسب آخر تحديث أعلنته وزارة الصحة بغزة، ظهر أمس فيما قال مدير الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن العدد قابل للزيادة في ظل انتشار الحروق الخطيرة الناتجة عن اشتعال الخيام، والجروح التي سببتها الشظايا لعشرات النازحين، الذين لم يتم حصرهم بعد.

وأضاف بصل أن أغلب المصابين نقلوا للمستشفى الأوروبي بخان يونس، فيما نقل بعضهم إلى مستشفى ميداني في رفح.

كان الجيش الإسرائيلي استهدف منطقة سبق وأعلنها «آمنة للنازحين»، في حي تل السلطان، بغارة جوية، أول أمس، وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال إن الغارة استهدفت اثنين من كبار مسؤولي حركة حماس، دون أن يحددهم.

مدير دائرة الإمداد في الدفاع المدني، محمد المغير، قال إن النيران اشتعلت في مربع كامل من خيام النازحين في منطقة البركسات، نتيجة القصف العنيف، أمس، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من المواطنين بحروق شديد ومتوسطة، لافتًا إلى سرعة اشتعال النيران في الخيام المصنوعة من الخشب وقطع القماش، وتحتوي على مفروشات وأغطية سريعة الاحتراق، كان بسبب استهدافها بقذائف صاروخية شديدة الانفجار.

إلى جانب مصابي المحرقة أشار مدير العلاقات العامة بوزارة الصحة بغزة، إياد قديح، إلى أن عددًا كبيرًا من المصابين في القطاع تعرضوا لبتر في اﻷطراف السفلية أو العلوية، أو الاثنين معًا، ما يوجب على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح، والسماح بخروجهم من القطاع لتلقي العلاج، خاصة في ظل عدم توفر الأدوية والمستهلكات والأطقم الطبية.

وتعاني وزارة الصحة من «نقص حاد في كل شيء» وخاصة في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، بحسب قديح، الذي لفت إلى أن توقف عدد كبير من سيارات الإسعاف لعدم توفر وقود، الأمر الذي يضعف فرص إسعاف المصابين.

أما المغير فلفت إلى أن سيارات الإطفاء والإنقاذ التابعة للدفاع المدني استطاعت السيطرة على الحريق الناتج عن قصف اﻷمس، بعد نحو 45 دقيقة، فيما حمّل «الأونروا» والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن عدم تزويد مديرية الدفاع المدني بأي لتر من الوقود اللازم لتشغيل السيارات للقيام بالدور المنوط بها على أكمل وجه.  

وبينما يستمر القصف والغارات الإسرائيلية على مختلف أنحاء رفح، منذ أيام، مخلفًا العشرات من القتلى المدنيين في منازلهم ومراكز الإيواء، ضمن أكثر من 36 ألف قتيل و81 ألف جريح، بحسب بيانات صحة غزة، اليوم، توالت التصريحات الدولية على إثر المحرقة، التي قامت بها إسرائيل في خيام النازحين، أمس، ما دفع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لاعتبارها كانت «خطأ مأساوي»، كما قال في خطابه أمام الكنيست، اليوم، مضيفًا أنه سيتم التحقيق فيها.

وقبل تصريح نتنياهو، الذي يدفع لاستمرار العملية العسكرية في رفح، وصفت كبيرة المحامين العسكريين الإسرائيليين، اللواء يفعات تومر يروشالمي، الغارة الجوية بالـ«خطيرة للغاية»، مضيفة أن الجيش لا يزال يجري تحقيقًا.