كان الجميع يعتقد أنهم ذاهبون في نزهة، فمن هي حماس؟ وماذا تمتلك أمام ترسانة إسرائيل غير المحدودة؟ ومن يساندها ويقف معها من الدول العربية أو في المحافل الدولية؟

وبعد مرور 230 يومًا من عدوانها على قطاع غزة، يتساءل قادة إسرائيل الأمنيون: ماذا حققت إسرائيل من أهدافها في حربها على غزة؟

سؤال كبير يدور في تل أبيب، وجاءت الإجابة على لسان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أمس الأربعاء، حيث أكد أن إسرائيل لم تحقق أي هدف من الأهداف الإستراتيجية لحربها على قطاع غزة.

وأوضحت القناة 13 العبرية أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أكد على أن الجيش الإسرائيلي لم يقض على حماس ولم يوفر شروطًا لإعادة الأسرى، ولم يعد سكان غلاف غزة إلى منازلهم بأمان حتى الآن، مما يعني أن الأهداف الرئيسة للحرب لم يتحقق أي منها.

 

لم نحقق أهداف الحرب

وأضاف تساحي هنغبي أن "الجيش الإسرائيلي يقول إن تحقيق أهداف الحرب بحاجة إلى سنوات عدة وليس سنة واحدة، كما أن مجلس الحرب لم يحدد أي هدف واضح بالنسبة لشمال إسرائيل ولم يضع تاريخًا ولا أهدافًا إستراتيجية".

وفي بداية الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، حددت حكومة بنيامين نتنياهو 3 أهداف لها وهي، القضاء على حماس عسكريًا وسلطويًا، وإعادة المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل في المستقبل.

وبعد مرور 230 على اندلاع الحرب، لا تزال الفصائل الفلسطينية تخوض مواجهات شرسة مع قوات الجيش الإسرائيلي في كافة محاور القتال، وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

ولا يزال هناك 128 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين بقطاع غزة، وفق تقديرات عبرية رسمية، دون أن تتمكن القوات الإسرائيلية المتوغلة من إطلاق سراحهم بالطرق العسكرية.

ورغم عودة بعض الإسرائيليين إلى المستوطنات التي أخلوها بغلاف غزة مع اندلاع الحرب، إلا أنهم يشكون من استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع، ويقولون إنهم يشعرون أن شيئًا لم يتغير منذ بداية الحرب، وفق تحقيق نشرته الثلاثاء صحيفة "يديعوت أحرونوت" من مدينة سديروت جنوبي إسرائيل.

وبشأن القتال على الحدود مع لبنان، قال هنغبي: "لم يتم تحديد هدف واضح في مجلس الحرب فيما يتعلق بالشمال"، مضيفًا أنه بالنسبة لهذه الجبهة "لا توجد تواريخ (لانتهاء القتال) ولا أهداف إستراتيجية".

 

لا يوجد بديل لحماس

وكشف نائب سابق بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الذي استقال من منصبه، عن وثيقة "تحذر الجيش الإسرائيلي من أن مواصلة الحرب بنهجها الحالي لن تحقق شيئًا".

وأوضح في الوثيقة أن "النهج الأساسي للحرب التي تخوضها إسرائيل قد وصل إلى نهايته إلى حد كبير، والفشل في إنشاء بديل حكومي لحماس سيؤدي إلى حكومة مسلحة في القطاع، وقضية الرهائن يمكن أن تستمر في نهاية المطاف سنوات طويلة".

كما اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفشل حكومته في فرض بديل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإشراك الفلسطينيين المحليين في إدارة قطاع غزة.

وأضاف أن الحديث عن اليوم التالي مجرد كلام فارغ من المضمون ما دامت حركة حماس قائمة.

وجاءت تصريحات نتنياهو في مقطع فيديو بث الاثنين الماضي اعترف فيه بأنه أمر الجيش بالسماح للفلسطينيين المحليين في القطاع بالمشاركة في عملية إدارة الأراضي وتوزيع المساعدات، لكن المحاولات باءت بالفشل.

وقال "إلى أن يتضح أن حماس لا تسيطر عسكريًا على غزة لن يكون هناك أحد مستعدًا لتحمّل الإدارة المدنية لغزة خوفًا على حياته".

وتصريحات نتنياهو هي اعتراف ضمني بأن حماس لا تزال تسيطر بشكل أساسي على قطاع غزة.

 

الاعتراف بدولة فلسطين فشل سياسي إسرائيلي

اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأربعاء، قرار النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "فشل سياسي غير مسبوق" لتل أبيب.

وقال لابيد بمنشور على منصة "إكس" إن "قرار النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو قرار مشين، لكنه ليس نتاج أزمة، بل فشل سياسي غير مسبوق"، وفق نظره.

بدورها، رأت المراسلة السياسية لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، جيلي كوهين، الأربعاء، أن "الفشل هو أولا وقبل كل شيء، فشل (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو".

وقالت في مدوّنة لها على موقع الهيئة، إنه "بعد 8 أشهر من مذبحة 7 أكتوبر (إشارة إلى هجوم حماس على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة في تشرين الأول)، تواجه إسرائيل فشلا آخر، هذه المرة في الساحة السياسية".

وأشارت كوهين إلى أن "مذكرات توقيف على وشك أن تصدر من المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت، وتسونامي اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، وترقية مكانة السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وإمكانية إصدار محكمة العدل الدولية أمرا بوقف الحرب".

وتابعت: "هذه قائمة جزئية بالمشاكل الدبلوماسية الإسرائيلية من الأسبوعين الماضيين فقط".

وأضافت: "كل من اعتقد أن القضية الفلسطينية كانت شظية (..) يمكنه الآن أن ينظر في المرآة ويسأل نفسه: كيف حدث أن إسرائيل تتعامل مع كل هذا، كما لو كانت روسيا؟".

ونقلت المراسلة السياسية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنه وصف هذا الوضع بأنه "وصمة عار على إسرائيل".

وتابعت: "ليس نتنياهو وحده، بل الحكومة الإسرائيلية بكاملها، من منشور (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير حماس تحب بايدن، الى إصرار (وزيرالاتصالات شلومو) كارعي الحالم على مصادرة (الثلاثاء) معدات البث من أكبر وكالة أنباء في العالم (تقصد أسوشيتد برس)".

من جهته قال المعلق السياسي بن كسبيت، في تعليق عبر إذاعة 103FM المحلية: "3 دول اعترفت بالدولة الفلسطينية قبل إنشائها، وهذه مجرد بداية بهذا الاتجاه".

وأضاف: "خلال الأشهر الثمانية التي قضاها هذا الضعيف نتنياهو في السلطة مع حكومته اليمينية، أصبح حلم حماس أكثر واقعية: ميناء في غزة، حقيقة، وتم قبول توسيع حقوق الفلسطينيين في الأمم المتحدة، وتم تعزيز مكانتهم في الأمم المتحدة، بما في ذلك التصويت الكاسح للدولة".

وتابع بن كسبيت: "العزلة الدولية لدولة إسرائيل هي الأكبر على الإطلاق، والرأي العام الدولي هو الأكثر تعاطفًا مع حماس".

وصباح الأربعاء، أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا بشكل متزامن، اعترافها رسميًا بدولة فلسطين اعتبارًا من 28 مايو الجاري.

وبعد إعلان الدول الثلاث، قررت الخارجية الإسرائيلية الأربعاء، استدعاء سفراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا في تل أبيب "للتشاور".

وقبل هذا التطور، كانت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد.

وفلسطين دولة بصفة مراقب بالأمم المتحدة لكن غير عضو، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012.

وترفض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة اعتراف دول أخرى منفردةً بالدولة الفلسطينية، وتعارضان مساعي فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، بدلًا من وضع "دولة مراقب غير عضو" القائم منذ 2012.

وفي إبريل الماضي استخدمت واشنطن سلطة النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يوصي الأمم المتحدة بقبول عضوية دولة فلسطين.

ويأتي اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا بدولة فلسطين في وقت تشن فيه إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حربًا على غزة خلّفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء.

 

أسر قائد اللواء الجنوبي الإسرائيلي بفرقة غزة

وإضافة إلى ما سبق، كشفت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، للمرة الأولى، اليوم الخميس، عن أسرها قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي، خلال هجوم 7 أكتوبر الماضي على المستوطنات المحاذية للقطاع الفلسطيني.

وقالت في مقطع مصور نشرته عبر منصة تليجرام: "اللواء أساف حمامي قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، تم أسره في 7 أكتوبر، وتعرض لإصابة أثناء اعتقاله".

وخلال المقطع، وجهت القسام تساؤلًا مفتوحًا عن مصير حمامي، في ظل إصابته في هجوم 7 أكتوبر.

وأضافت مستنكرة موقف حكومة بنيامين نتنياهو من "قيادة تترك قادة جيشها في الأسر!!".

وأرفقت كتائب القسام المقطع المصور بوسمي: "#الوقت_ينفد" و"#حكومتكم_تكذب".

وتقدر تل أبيب وجود 128 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.

ورغم إعلان حماس، في 6 مايو الجاري، قبولها بمقترح مصري ـ قطري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل، ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن موقف الحركة يهدف إلى "نسف" دخول القوات الإسرائيلية إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، و"بعيد كل البعد عن متطلبات" تل أبيب الضرورية.