في ضوء إلقاء التبعات عمن يتحمل مسؤولية تجويع رفح وسكان غزة الذين نزح مئات الالاف منهم قسريا مجددا إلى وسط وشمال غزة، تدور ملاسنات على مستوى عال بين الأطراف الصهيونية الامريكية من جهة والطرف المصري (بخلفيته الانقلابية ومشاركته في صفقة القرن واستغلال الحرب في التربح من المغادرين القطاع بتنسيق شركة "هلا" أو تنسيق "الخارجية") عمن يحتجز المساعدات الانسانية.
 

وآخر هذه التصريحات ما ذكرته متحدثة الحكومة "الاسرائيلية": "نرغب في تدفق المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح والأمر يتوقف على قرار مصر بهذا الشأن"! 


واتفق معها وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، بقوله: "الولايات المتحدة تحث مصر على بذل المزيد من قصارى جهدها للتأكد من دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح إلى قطاع غزة"!


وذلك مع عناوين، توحي أن حربا تعد لها مصر مع أطراف لم تسمها (ربما التصعيد مع الاحتلال) صحيفة  "وول ستريت جورنال" التي كتبت الأربعاء نقلا عن مسؤولين مصريين أن "الجيش المصري يرفع من عدد قواته في سيناء على طول الحدود مع غزة"!


مندوب مجلس الأمن

وقبل هذه الردود، كان مندوب السيسي لدى مجلس الأمن قال إن "استمرار العملية "الاسرائيلية" في رفح مرفوض" وأضاف "نؤكد امكانية مواصلة العمل الإنساني حال انسحبت "اسرائيل" من معبر رفح".

وتابع: "عمل هيئات الاغاثة الانسانية في رفح الفلسطيني أصبح بمثابة عملية انتحار"، مشيرا إلى أن "اسرائيل" هي المسؤولة عن توقف المساعدات الانسانية عبر معبر رفح".


وأضاف، "يشهد قطاع غزة كارثة انسانية مروعة جراء الحرب "الاسرائيلية" المستمرة"، موضحا أن "رغم الجهود المبذلولة في الوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار ردت "اسرائيل" بعملية عسكرية غير قانونية في رفح".


تصريحات هيئة استعلامات

وأوكلت سلطات الانقلاب إلى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان إلى الدخول في سياق ذلك، وقال إن "مواصلة التشكيك لجهود الوساطة المصرية قد يدفع مصر للانسحاب منها".


وأضاف، "مصر لا تعترف بشرعية الاحتلال الاسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح". مشيرا  إلى أن "مصر متمسكة بضرورة تواجد عناصر فلسطينية بالجانب الفلسطيني (غير متمسك بحكومة غزة القائمة) من معبر فح للموافقة على تشغيله".


وتابع: "ممارسة مصر لدور الوساطة بصفقة وقف إطلاق النار تم بناء على مطالبات والحاح من اسرائيل  والولايات المتحدة"، وقال "مصر تبدي استغرابها لمحاولة بعض الأطراف الإساءة لجهودها في محاولة التوصل لوقف إطلاق النار بغزة".


معاناة رفح

المحلل السياسي أدهم أبو سلمية @adham922 وكأنه يطالب بتبين حقيق للمواقف، فكتب "اجتياح رفح يسير بوتيرة متسارعة، وسط صمت كل الأصوات الكاذبة التي حذرت من التوغل في المدينة..".


وأوضح "عسكرياً يُدرك الاحتلال أنه لن يحقق شيئاً، إنسانياً الوضع كارثي مع حركة النزوح دون اي مقومات حياة "الناس تموت قهراً وجوعاً ودون مرافق حياة"..".


وأضاف "لكن الفضيحة الأكبر هي لأولئك الذين صدعوا رؤوسنا وهم يحذرون من اجتياح المدينة، ولا نسمع لهم صوتاً الآن، نعم؛ هم أنفسهم الذين كانوا يمارسون النفاق السياسي أمس بعروض المساعدة لإنقاذ طائرة في وقت يشاهدون فيه أكثر من 10 آلاف إنسان تحت الأنقاض دون مساعدة..".


بلينكن خلفية يهودية

وعن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي التي دعمت متحدثة الكيان في تل أبيب، ظهر بلينكن في لقاء مع بعض القيادات العربية بأميركا قائلا: "لا يمكن للفلسطينيين ان يحصلوا على دولة مستقلة لان هذا يعني وقف التمويل عن الامم المتحدة بحكم القانون الأمريكي ووقف تمويل برامج مثل برنامج الغذاء العالمي ما قد يؤدى الي تجويع العالم كما يحدث في غزة". 

ويعلق أستاذ العلوم السياسية د. خليل العناني عبر @Khalilalanani "..هذا هو الموقف الرسمي الحقيقي من موضوع الدولة الفلسطينية دون تجميل.. فهل عرفتم الان حقيقة الموقف الأمريكي ام بحاجة لمزيد من الأدلة على الكذب والتدليس والوهم الذي تم ترويجه على مدار عقود حول حل الدولتين؟!".